كشف الدكتور منير البقشي استشاري أمراض الأطفال والدم والأورام في مستشفى الولادة والأطفال في محافظة الأحساء رئيس قسم التعليم الطبي المستمر عن ارتفاع كلفة علاج مرضى تكسر الدم الوراثي بعد ظهور أنواع جديدة من العلاج لهذا المرض الذي يسجل نسبا مرتفعة من الإصابات في محافظتي الأحساء والقطيف وبعض مناطق السعودية وغربها. وكشف البقشي أن تكلفة عملية نقل الدم لمريض واحد والأدوية تتراوح بين 40 و 50 ألف ريال سنويا عدا علاج المضاعفات والاستشارات الطبية المختلفة ومع استعمال الأدوية الجديدة ستتضاعف التكلفة. وأشار البقشي إلى أن تكلفة زراعة النخاع لمريض واحد تفوق 200 ألف ريال فضلا عن أنها غير متاحة لكل المرضى بالثلاسيميا بسبب عدم توافر المراكز المتخصصة عدا مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة الرياض أو بسبب المضاعفات المانعة للزراعة. وأشار إلى أن من أكثر أمراض الدم شيوعا على مستوى العالم هي الثلاسيميا وهو منتشر في الأحساء والقطيف وبعض المحافظات والمناطق الأخرى بنسبة تتراوح بين 16 و32 في المئة، لافتا إلى أن الثلاسيميا العظمى أو فقر دم البحر المتوسط منتشرة في مناطق عدة لكنها أقل انتشارا من فقر الدم المنجلي. وعن أعراض مرض الثلاسيميا أشار إلى أن فقر الدم يبدأ عادة في نهاية السنة الأولى من العمر ويحتاج المريض إلى عملية نقل دم متكررة ما يؤدي إلى زيادة الحديد في الجسم واسمرار لون البشرة وهبوط في أداء الغدد الصماء النخامية والغدة فوق الكلوية والإصابة بداء السكري، وكذلك تأخر النمو الجنسي والبلوغ، وضعف عضلة القلب، وزيادة نسبة الإصابات بالالتهابات الجرثومية مما تؤدي تلك الأعراض إلى الوفاة. وحول المشكلات النفسية والاجتماعية التي تصيب المصابين بأمراض الدم الوراثية أكد البقشي أن البعض يعتبر المريض وصمة على أسرته، وقد لوحظ ازدياد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب واضطراب السلوك وصعوبة التكيف مع الآخرين بمن فيهم الإخوة، والميل للعزلة وانكسار صورة النفس، إضافة إلى مشكلات أسرية ومادية، وكذلك تدني التحصيل العلمي بسبب المرض والتنويم والمشكلات النفسية على رغم أنهم يتمتعون عادة بذكاء قوي. وأشاد البقشي بقرار مجلس الوزراء بإلزام الفحص قبل الزواج الذي طبق عام 1424ه والذي كشفت الإحصائية الأولى حسب إحصائية وزارة الصحة أن في السنة الأولى من تطبيق قرار مجلس الوزراء أن هناك 90 في المئة ممن كان زواجهم غير مطابق أكملوا الزواج ولكن مع مرور الوقت وتفهم المواطنين للتوعية الصحية أصبحت النسبة 68 في المئة.