من أجمل الصور المشرقة في رمضان صور التصافي والتلاقي، وصور الفرح والتصافح إبان إعلان دخوله.. إنه إعلان صريح لإلقاء الخصومات ونبذ الخلافات، والتوجه معا يدا على يد إلى المسجد والصلاة والمصحف والمحراب. صور رائعة وإعلان للحرب على الشيطان بدأ بإرغام أنفه.. الشيطان الذي يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب فاجتهد وُسْعَه في التحريش بينهم.. إنه إعلان للحرب عليه.. ليس مع ظهور الهلال إلا التصافي والوداد. صورة تعبر عن نسيج الأمة الواحدة والبنيان المرصوص.. إنه مشهد الجنة على الأرض (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ). رجل يتخطى صفوف الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليشير إليه النبي صلى الله عليه وسلم بالبنان أنه من أصحاب الجنة، لا لشيء إلا لأنه لا يبيت وفي صدره شيء على مسلم. إذن مع ولادة الهلال لا بد أن نعلنها صريحة.. لا شحناء.. لا بغضاء.. لا تقاطع.. لا تدابر. من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا فلا كان ولا صار ولا قُلتُم ولا قُلْنا وإن كان ولا بد من العتبى فبالحسنى إن تعبير الصفاء ليس مجرد حديث أو صورة، إنه أعمق من كل هذا، إنه فعل وسلوك، يقدم عليه الإنسان من قلبه.