ليس المال ولا العلم يصنعان وحدهما الشهرة، بل هناك ما يجعل الشخص أكثر شهرة وهو فقير وأمي، ففي منطقة عسير، معاقة ضربت شهرتها كل أنحاء الجنوب، والإعاقة لم تنزع إيمانها من قلبها أو ابتسامتها عن محياها، كما لم تضعف جسدها النحيل عن مقاومة مرضها الذي كأنه الجبال الراسيات على كاهلها.. إنها معاقة الجنوب “حليمة” التي ترقد على سريرها الأبيض منذ 22 عاما، لا رجاء لها إلا في الله بعد أن عجز الطب الحديث عن علاجها. المسكينة “حليمة” تعاني تشوهات خلقية في الساق والقدم، وقصرا في النمو والتهابا حادا في لثة الأسنان، أدى إلى سقوط أسنانها. تحدثت ل “شمس” بروح معنوية عالية ونفس واثقة ومرحة، قائلة: “صوتي لمن يصل؟ لعله لسلطان الخير، والد الرحمة والإنسانية”. ثم صمتت قليلا، وقالت: “كل ما أطلبه هو سداد دين والدي، الذي لا يتجاوز الخمسين ألف ريال، وكذلك من يتبرع لي بمعالجة أسناني، فوضعنا المادي على شفير الفقر” وأضافت: “أنا لا أعرف شكل الفلوس، ولا أفرق بين الخمسين ريالا وغيرها، كما أني لا أعرف من الفلوس إلا اسمها، وذلك بسبب وضعنا المادي الصعب”. ثم انهارت باكية، وقالت: “كل همي في هذه الدنيا أن أسعد والدي ووالدتي اللذين أرهقتهما معي، فبدلا من أن أخدمهما أصبحا يخدمانني” وقبل أن تدخل في نوبة بكاء أخرى قالت: “كل ما أطلبه من كل من يسمع أو يقرأ رسالتي، هو أن أجد من يقف بجوار والدي، فأنا أرهقته وراكمت عليه الديون بسبب علاجي”.