العثور على وظيفة هذه الأيام بات أشبه بالعثور على إبرة في كومة قش، خاصة بالنسبة إلى الفتيات اللاتي تندر أمامهن الفرص، فعلى الرغم من الكم الهائل من الإعلانات الوظيفية للمؤسسات والشركات الخاصة المنشورة عبر الإنترنت، إلا أن جزءا كبيرا منها وهمي يستهدفهن بصورة أو بأخرى بالحصول على معلوماتهن الشخصية وأرقام هواتفهن وبريدهن الإلكتروني ومحاولة استغلالهن بعد ذلك. ومع عدم وجود قانون يحكم هذه الإعلانات المنشورة في المواقع الإلكترونية والمجموعات البريدية التي تعمل وسيطا ستبقى العديد من الثغرات والشراك التي تتربص بالفتيات الباحثات عن عمل وأحيانا الشباب. ظاهرة احتيالية فاطمة العباد (مشرفة بقسم التوظيف بمنتدى إلكتروني بالقطيف) أكدت، أن حجم المشكلة كبير ولا يمكن لإدارة الموقع أن تحاربها فقد أصبحت أشبه بالظاهرة؛ فعدد المحتالين كبير جدا لدرجة أن بعضهم أصبح يأتي بطرق رسمية وعبر جهات معتبرة، لكنهم في النهاية هدفهم النصب والاحتيال لا التوظيف. واضافت، أن الموقع تنبه إلى كثرة الشكاوى بسبب الإعلانات الوظيفية المجهولة المصدر والتي يحوي بعضها أرقام هواتف وفاكسات وعناوين بريدية خاصة بأشخاص وليس بشركات، فمنعها، ووضع القوانين التي تحد منها. محاولة للابتزاز وحكت سمر الناصر تجربتها مع الإعلانات الوهمية قائلة: “بعد تخرجي أصبحت أبحث بشكل يومي في إعلانات الوظائف بالمواقع الإلكترونية وأرسل سيرتي الذاتية إلى أكثر من جهة.. وكانت تأتيني في الفترة ذاتها اتصالات هاتفية مزعجة على جوالي وعلى هاتف المنزل، وكان اصحابها يسألون عن المزيد من المعلومات؛ بحجة ترشيحي لوظيفة ما، وبعضهم كان وقحا ويسألون بصورة غير مباشرة عن معلومات خاصة جدا بي.. بل إن أحدهم حاول أن يبتزني ويهددني بفضحي وتدمير حياتي إن لم أستجب له وأقابله في مكان حدده؛ فأخبرت والدي بالذي حاول الاتصال بي، لكن كان هاتفه مغلقا باستمرار. مقابلة وظيفية أما رقية علي فقالت: “أخبرتني صديقتي عن وظائف براتب مجزٍ في تخصصي (حاسب آلي) بأحد المستشفيات الخاصة المعروفة وقد دخلت إلى الموقع ووجدت العنوان وكان عبارة عن بريد إلكتروني مجاني. وساعتها لم أنتبه إلى الأمر فأرسلت سيرتي الذاتية وبها رقم هاتف المنزل.. وبعد يومين اتصل أحدهم وردت والدتي فطلب منها أن يحادثني؛ ليحدد معي موعدا للمقابلة الشخصية، وحين كلمته طلب رقم جوالي فأعطيته إياه بحسن نية، وبعدها اتصل بي وأخبرني بأن لديه بعض الاسئلة الخاصة والحساسة التي يرغب بسؤالي عنها فأنهيت على الفور المكالمة”. مبنى مهجور أما أسماء اليحيا، فكادت تتعرض لتجربة قاسية لولا استعانتها بأخيها، حيث تم ترشيحها لوظيفة سكرتيرة في مؤسسة بالمنطقة الصناعية بالدمام، على الرغم من أنها لا تذكر أنها تقدمت إلى هذه الوظيفة تحديدا، لكن راتبها كان مغريا مع وجود قسم نسائي خاص، فلم تهتم بالأمر كثيرا.. وبعد أن حصلت على العنوان من الشخص المتصل لتسليم باقي أوراقها اصطحبت معها أخاها.. وكانت المفاجأة أن الموقع لم يكن به سوى مؤسسات استقدام وغالبية العاملين في المكان من الأجانب، كما أن شققها شبه مهجورة”. وللشباب نصيب علي المهدي هو الآخر تعرض لعملية احتيال، لكن من نوع آخر؛ إذ أرسل سيرته الذاتية إلى إحدى الشركات وبعدها اتصل به شخص وطلب منه أن يحضر أوراقه الرسمية كاملة معه وطلب أن يوافيه إلى مكان آخر غير موقع الشركة وكان المكان أشبه بشقة سكنية للعزاب، فسلمهم أوراقه وطلب منه الرجل أن يترك وثائقه لديهم حتى تُنسَخ وأعطوه أوراقا ليوقع عليها بشكل سريع، وأخذ أحد العمال وثائقه وخرج بها من الباب الرئيس، مدعيا أنه سيذهب لنسخها في مكان قريب فأثار الأمر ريبته فأخذها منه وانصرف.. وبعد يومين عاد برفقة أحد اصدقائه إلى عين المكان فعلم من حارس البناية أن الشقة التي كان بها أُجّرت ليوم واحد فقط.