بينما تستعد بيوت الرحمن وتتجمل في أبهى زينة؛ لاستقبال شهر رمضان والمصلين الذين يتقاطرون إليها من كل حدب وصوب للتقرب إلى الله تعالى في خشوع، فإن هناك من ينتظر السانحة لينتهك حرماتها ويسلب ممتلكاتها، خصوصا الأجهزة الصوتية التي ترتفع أثمانها كثيرا في شهر رمضان لكثرة الطلب عليها.وطالب عدد من الأئمة والمؤذنين بالتصدي لهذه السرقات، والوصول إلى مرتكبيها؛ خصوصا أن حيا واحدا، وهو حي طويق غرب الرياض، شهد سرقة 17 جامعا ومسجدا بحسب رواية أحد الأئمة. كما عمدت بعض المساجد إلى تحذير المصلين بضرورة الانتباه إلى ممتلكاتهم الشخصية؛ بسبب ضعاف النفوس الذين يندسون بينهم. مدمنو مخدرات وقال محمد ضيف الله، مؤذن جامع الحصيني: “إن هؤلاء المجرمين يستغلون حسن ظن المصلين، فيندسون وسطهم في انتظار اللحظة المناسبة ليقوموا بتنفيذ سرقاتهم، وهم غالبا ما يكونون من مدمني المخدرات الذين لا يترددون في ارتكاب أي جرم في سبيل الحصول على جرعة من المخدر”. وقال: “إن الجامع شهد قبل فترة سرقة جهازه الصوتي، الذي يقدر ثمنه ب 13 ألف ريال، وذلك بعد صلاة الفجر، والجاني رجل بدت عليه ملامح الخشوع وهو يصلي ركعتي الإشراق بعد أن خرج جميع المصلين، لكن غافلنا جميعا وسرق الجهاز وخرج من الباب الأمامي”. صلوات صامتة وقال سلطان البارقي، إمام مسجد أبي هريرة: “لم يرفع مؤذن المسجد نداء صلاة الظهر، الخميس الماضي، عندما حان وقتها، وأخبرني عامل المسجد أن الجهاز الصوتي سرق بعد صلاة الفجر، فمكثنا ثلاثة أيام من دون صوت الأذان ولا صوت التلاوة، واضطررت إلى الانتظار بين كل أذان وإقامة، نصف ساعة لكل فرض؛ حتى يتمكن الناس من إدراك الصلاة”. وذكر أنه “أبلغ الشركة المسؤولة عن توفير خدمات واحتياجات المسجد بالأمر، لكنها أبلغته بعدم مسؤوليتها عن توفير الجهاز الصوتي.. إلى أن تبرع أحد جماعة المسجد بشراء الجهاز الذي يصل ثمنه إلى ثمانية آلاف ريال.. ولكن مازلنا في خوف من أن يسطو عليه لص آخر؛ خصوصا أن المسجد لا يوجد به سقف محكم”. سرقات متواصلة واستغرب البارقي من استمرار السرقات في المساجد المجاورة، دون الكشف عن هوية السارق أو السارقين الذين يبدو أن لديهم معرفة تامة بتلك المساجد.. مشيرا إلى أن حادثة سرقة مسجده لم تشهد أي آثار كسر للأقفال؛ ما يعزز هذه الفرضية. وأكد أنه سجل بلاغا لدى شرطة طويق، ومازالوا في انتظار نتائج التحقيق في السرقات التي طالت العديد من المساجد والجوامع في حي طويق، ومنها جامعا أم عبدالرحمن، وحسان بن ثابت رضي الله عنه. بين الفجر والظهر فيما ذكر مطلق الشقاوي، خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، بحي طويق غرب الرياض، أن سرقات الأجهزة الصوتية للمساجد، انتشرت، وهو ما قد يترتب عليه تعطيل الصلاة، موضحا أن السرقات تحدث عادة بين صلاة الفجر والظهر، حيث ينشغل الناس في أعمالهم. وأشار الشقاوي إلى أن جامعه تعرض لسرقة جهازه الصوتي الذي تبلغ قيمته 9 آلاف ريال، وهو ما أوقعه في حرج كبير، خصوصا أنه صادف يوم الخميس؛ حيث حاول جهده توفير جهاز بديل لخطبة الجمعة؛ حيث سيمتلئ الجامع بالمصلين، حتى وصل به الأمر للذهاب إلى محال تأجير وبيع الأجهزة المستعملة، إلى أن بشره فاعل خير بشراء جهاز جديد. وذكر أنه أبلغ مركز الشرطة في حي طويق بالواقعة، فأخبروه بأنهم سيرسلون فريقا لرفع البصمات، وهذا ما لم يحدث. ارتفاع الطلب أما أحمد المباركي، إمام جامع الأخوين بحي طويق، فلفت إلى أن شهر شعبان تكثر فيه سرقات الجوامع والمساجد؛ طمعا في أجهزتها الصوتية، مشيرا إلى أنه حتى الآن تعرض 17 منها للسرقة، وطالب بضرورة تكثيف الجهود للتصدي لهؤلاء المجرمين. من جهة أخرى قال مصعب العلي، مدير معرض خالد للصوتيات، بحي السويدي غرب الرياض: “إن لديهم تعميما بعدم شراء أي جهاز صوتي من أي شخص، حتى تسجل جميع بياناته وتؤخذ صورة من هويته أو إقامته”. وذكر أن “أحد الأسباب التي تدفع هؤلاء المجرمين إلى سرقة الأجهزة الصوتية في شهر شعبان، معرفتهم بأن الكثير من المساجد والجوامع تجدد الأجهزة الصوتية الخاصة بها قبل حلول رمضان، وهو ما يرفع الطلب عليها، فبعضها يصل سعره إلى أكثر من 14 ألف ريال”. مشيرا إلى أن تلك الأجهزة المسروقة عادة ما تباع في الحراج ومحلات الأجهزة الإلكترونية.