لا تخلو دراما من رسائل غير مباشرة، هدفها خلق صورة سلبية كانت أم إيجابية في ذهن المشاهد وبطريقة لا شعورية، وعلى سبيل المثال نجد أفلام هوليود في مجملها ترسخ الجانب الإيجابي لأمريكا، لحضارتها، ومبادئها، وقوتها. وشبيه بهذا ما نراه في المسلسلات التركية، بدءا ب(سنوات الضياع) وختاما ب(الحب والحرب)، فمع أن الأولى دراما تراجيدية تحكي قصة حب إلا أنها كانت عامل جذب سياحي لنا، ووسيلة تواصل ثقافي معنا، وكذلك فعل المسلسل الأخير، فبطريقة غير مباشرة أوجد مبررا منطقيا وصورة إيجابية للثائرين بصفة عامة على السلطان العثماني والاحتلال الفرنسي، ول(كمال أتاتورك) بصفة خاصة، وشبيه بمسلسل (الحب والحرب) المسلسل السوري (باب الحارة) الذي قدم للمتلقي (دمشقالبيضاء)، بعاداتها، وأساطيرها، وساكنيها. وفي مقابل هذا كله نجد مسلسلاتنا المحلية فشلت في بعث مثل هذه الرسائل الإيجابية في أذهان المتلقين، بل على العكس نجدها رسمت صورا مشوهة عنا، ففيلم (مناحي) يشير إلى نشوء بطل الفيلم في بيئة متخلفة مقارنة بما وجده في دول الجوار، و(طاش ما طاش) لا يخلو جزء فيه من (جمس الهيئة)، والمواطن المحتال/ المتشدد/ المتخلف/ المغفل وكأن مجتمعنا ليس إلا خليطا من هؤلاء! وكذلك تسير بكل أسف بقية الأعمال الدرامية لدينا، وبنوعيها ملهاة كانت أم مأساة.