وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بنقل عدد من المواطنات اللاتي أصبن في حادث الحريق الذي وقع، أخيرا، في الكويت الشقيقة بطائرات الإخلاء الطبي وعلاجهن بمستشفيات السعودية. أوضح ذلك الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة، مبينا أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين قضت بسرعة نقل المصابات وعددهن 12 امرأة وطفلا، وبذل أقصى الجهود لسرعة نقلهم إلى مستشفيات السعودية وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لحالاتهم. وفي تطور جديد بتحقيقات أجهزة الأمن الكويتية، وعقب أربعة أيام من حادثة حريق (عيون الجهراء) ظهرت مفاجآت جديدة أثناء التحقيقات التي كشفت عدم انفصال الزوجين؛ حيث بقيت الجانية، حسب تأكيدات الزوج زايد الظفيري، على ذمته، وتمت إحالة المتهمة (ن. العنزي، 23 عاما) أمس الأول، سرّا إلى النيابة العامة التي بقيت فيها من الساعة 8.15 مساء حتى الساعة 12 مساء، وتم تحويلها بأمر النيابة إلى الطب النفسي للتأكد من صحة قواها العقلية، حيث اشتبه خلال التحقيق في سلوكها، وبعد معلومات وردت عن الحالة النفسية التي كانت تعيشها المتهمة منذ ما يقارب أربعة أشهر عند سماعها خبر إقدام زوجها على الزواج. وكشف مصدر مطلع أن المتهمة راجعت عيادات نفسية متخصصة في منطقة الجهراء بعد دخولها نوبة اضطرابات، وتمتلك عدة وصفات من الأدوية؛ الأمر الذي دفع وكيل النيابة إلى إحالتها للطب النفسي للتأكد من مسؤوليتها عن تصرفاتها، ثم غادرته في تمام الساعة الثالثة عصر أمس لإعادة التحقيق معها في الحادثة التي راح ضحيتها 47 امرأة وطفلا، من بينهم ما يزيد على سبعة سعوديين انفردت "شمس" أمس بكشف هوياتهم، وذلك إلى جانب ما يزيد على 90 إصابة تم التعرف على هوية 11 سعوديا منها. وذكرت (ن. العنزي) في محضر التحقيق الأوّلي أنها لم تقصد القتل من خلال إضرامها النيران في أطراف الخيمة المنكوبة وقالت في محضر التحقيق: "لم أتخيل للحظة واحدة أن الحريق سيؤدي إلى هذا العدد من الضحايا أو إصابة أحد من حضور العرس"، وأضافت: "ما كنت أريده فقط أن يتسبب الحريق في فض العرس وإيصال رسالة إلى زوجي بأن ما فعله جريمة في حقي؛ لأنني لم أقصر في حقه لحظة واحدة". وأشارت العنزي إلى أنها فكرت في عمل يفسد الاحتفال، ورأت أن أفضل طريقة لذلك هي تخويف الحضور، وقالت: "استقر رأيي على أن ألقي وقودا؛ لأن مجرد وجود رائحته سيدفع من بداخل العرس إلى الهرب، ولكن بعد إلقائي الوقود لم يغادر العرس أحد، ثم قررت أن أضرم النيران"، مضيفة أنه لم يكن أحد يعلم بذلك، معترفة بأنها حذرت زوجها من أن إصراره على الزواج سيدفع ثمنه. وأوضحت، في اعترافاتها، أنه بعد وقوع الحادثة تابعتها عبر القنوات الفضائية، وقالت: "بعد إعلان وجود ضحايا بأعداد كبيرة بكيت وأخبرت شقيقي الذي ساعدني على إيجاد حيلة لتفادي كشف أمري، وتوجهت إلى مخفر الرابية لتقديم شكوى ضد ذوي زوجي، إلا أنهم أخلوا سبيلي"، مضيفة أنها فكرت في الانتحار ومغادرة الكويت، إلا أن خوفها من توريط نفسها بشكل مباشر في القضية ردعها عن ذلك، مشيرة إلى أنها أصبحت متابعة لجميع الصحف الكويتية عقب الحادثة. وقالت المتهمة في التحقيق: "أبدا لم أقصد قتل أي أحد، على العكس كان في العرس بعض صديقاتي وهن من أقارب زوجي لقين حتفهن وكنت أكنّ لهن معزّة خاصة، وكن يحاولن إصلاح العلاقة بيني وبين زوجي، ولكن الله يسامحه هو من دفعني إلى هذا الفعل". وذكر زايد الظفيري، زوج المتهمة، (23 عاما)، أنه ينوي رفع دعوى قضائية ضد زوجته حول الوفيات الذين ذهبت أرواحهم نتيجة تصرفاتها، وقال: "المال يعوّض، ولكن الأرواح لا تعوّض". وأشار إلى أنه تلقى تهديدات من زوجته بحرق الخيمة ولم يعرها بالا؛ لأنه كان يرى أنها غيرة نسائية مسالمة. مضيفا أن أقرباءها حولوا حياته إلى جحيم؛ ما دفعه إلى البحث عن زوجة أخرى. يُذكر أن وفدا من السفارة السعودية زار أسر الضحايا لتقديم واجب العزاء، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول تنازل عدد من أهالي الضحايا عن الزوجة المتهمة والعفو عنها؛ بدافع أن ما حصل قضاء الله وقدره ومراعاة لأطفال المتهمة الثلاثة والجنين الذي تحمله في بطنها وبأنها لا تزال على ذمة الزوج وإكراما له.