تتجه الأنظار في شهر رمضان المبارك للشاشة الفضية الصغيرة، الوسيلة القادرة على لم شتات الأسر من خلال عرض المسلسلات الرمضانية، ومع بداية العد التنازلي للشهر الفضيل بلغت المنافسة أشدها بين القنوات الفضائية لكسب رهان العرض الأول والعرض الحصري، ودفع مبالغ طائلة من أجل ذلك، والحرص على تقديم أجزاء متصلة ومنفصلة للمسلسلات. وتضم قائمة الأعمال الفنية هذا العام أكثر من 60 عملا دراميا خليجيا وعربيا مقررا عرضها على مختلف القنوات الفضائية ما يعني أن المشاهد على موعد مع (ديربي فضائي ومهرجان درامي) يكون الحكم فيه (المشاهد)، والذي وجد في هذا الشهر مائدة فنية مطعمة بأشهى الوجبات الدرامية. التكدس وجبة رمضانية عن سبب تكديس المنتجين أعمالهم الفنية وتقديمها في شهر رمضان يقول الفنان والمنتج صلاح السعدني الذي يؤدي دور البطولة في مسلسل (الباطنية) إن التكدس الدرامي يعود إلى أن العرب اعتادوا أن يكون رمضان وجبة دسمة يقتات من مائدتها المشاهد؛ لذلك تستغل المحطات الفضائية ذلك وتجتهد لكسب رضا الجماهير. وأضاف أن المتابع يرى ازدياد عدد المحطات الفضائية وتوجهها نحو تغزير الإنتاج مما أفقد المشاهد التركيز على الأعمال المعروضة، مشيرا إلى أن كثرة الأعمال الدرامية ونسبة نجاحها من عدمه يحدده الجمهور ومدى المتابعة وردة الفعل بعد العمل. فرصة تنوع للمشاهد من جهته قال المخرج والمنتج عبدالخالق الغانم في حديت خاص لشمس” إن الأعمال الدرامية تعرض خلال الشهر الكريم لعدة أسباب يأتي على رأسها أن هناك عددا كبيرا من المحطات الفضائية التي ترصد ميزانيات ضخمة لهذه الأعمال، كذلك تزامن رمضان مع الإجازة مما يعطي فرصة أكبر للمشاهدة، ويعطي فرصة للمنتجين لإثبات وجودهم وتثبيت أسمائهم على الساحة الفنية بتقديم أعمال أكثر قوة من حيث التصوير والحبكة الفنية، وهذا لا يعني أن المنتج لا يبحث عن المادة لأن العمل الناجح سيجني ثماره طاقم العمل بعد عرضه. لعبة الأجزاء خطيرة وحول فكرة الأجزاء من أجل الحفاظ على مكتسب الاسم المادي، ومن خلال تجربته الشخصية في (طاش) قال الغانم: “لا أستطيع الحكم بنجاح الفكرة من عدمها، ولا يحكم الاستمرارية في تقديم أجزاء تكميلية لأي عمل فني سوى نجاح العمل من الوهلة الأولى؛ فالمشاهد يعتمد في تقييمه لأي عمل درامي أو كوميدي على اللحظة الأولى لولادة العمل”، وتابع: “هذا ما يدفعنا كمنتجين وممثلين لعمل أجزاء أخرى، لأنهم كمشاهدين يطالبون في قرارة أنفسهم بإيجاد أجزاء تكميلية لما تم عرضه”، ويضيف أن هناك أعمالا نجحت في الجزء الأول ولم يحالفها الحظ في البقية لعدة عوامل من أهمها أن المشاهد ملول بطبعه، كذلك هناك بعض المنتجين تأسرهم نزعة النجاح فلا يتقنون العمل في الأجزاء الباقية. اصرف زيادة تكسب زيادة وحول ما يبحث عنه المنتج لعمله: المادة أم نجاح العمل؟ فقد أكد عمر الديني مدير الإنتاج الأول في مؤسسة الصدف للإنتاج المرئي والصوتي أن المسألتين مترابطتان، فنجاح العمل هو الحصول على مادة أكبر، وكلما قدم المنتج عملا ممتازا ولاقى ردة فعل وأصداء واسعة حقق مادة أكبر، وأكد أن أي عمل تصرف عليه مبالغ ضخمة سيعود بعد العرض بمردود مادي أكبر من الذي تم صرفه عليه، فأي عمل فني يحتاج إلى مصاريف باهظة تشكل خريطة نجاحه، وأي عمل لا يلقى الدعم القوي سيكون مصيره الفشل، وهذا ما يركز عليه الفنانون في أعمالهم المقدمة في شهر رمضان المبارك.