بعد غياب طويل عن الظهور الإعلامي تمكن النجم السوري بسام كوسا من استضافة الفنان اللبناني زياد الرحباني في حلقة حوارية بثتها قناة سورية.. الحلقة أكدت أن زياد في كل مراحل عمره هو نفسه ذاك الموسيقي العبقري الذي لم تستطع عبقريته وإمكاناته الفنية العالية يوما تغيير شخصيته البسيطة والعفوية. اعترف زياد الرحباني خلال الحلقة بأن لديه مشكلة في الكلام والتعبير، وأكد أنه يكتب الملاحظة الصغيرة التي يقولها حينما ينتهي أي حفل موسيقي له، وعلق على الموضوع ضاحكا: “قلت الجملة نفسها التي قلتها في حفل آخر.. فعلق أحد المدعوين (شو ماعندو غير هالكلمة)”. ومقابل إشارة زياد إلى عدم مقدرته على التعبير، قال: “لا مشكلة لدي مع النوتة”، وكأنها ملعبه ولغته اللذان لا ينافسه فيهما أحد. تحدث زياد عن الشاب الذي حمل اسمه وظهر في الإعلام على أنه ابنه، وقال إنه متأكد من أن هذا الشاب ليس ابنه، وأنه ما كان ليفجر هذه القضية لولا أن المسألة فيها طمع في الإرث الفني والمادي، ولولا أن بعض الفضائيات بدأت تستضيف الشاب وتسأله عن الرحابنة، ملمِّحا بذلك إلى قناة روتانا التي استضافت عاصي الصغير ووضعت خلفه صورة عاصي الرحباني والد زياد وصورة فيروز وراحت تناقشه عن تاريخهما! انتقد زياد بشدّة شركة روتانا من دون أن يذكر اسمها، مكتفيا بالقول شركة من ستة أحرف تحتكر الفنانين في العالم العربي. لكن المفاجأة التي فجّرها زياد تكمن في أن والدته فيروز لم تتلقَ عروضا من أي منتج للاهتمام بأعمالها! كما أنه اعتبر أن الوطن العربي بلا شعر، حينما قال إنه يرغب في التعاون مع الفنانة المغربية كريمة الصقيلي، وقد بدآ التحضير لعمل مشترك منذ عام ونصف لكنهما حتى الآن لم يجدا سوى نص واحد! وعلّق زياد:”قلت لها فتشي في بلدك المغرب، وخلال سنة ونصف لقيت نصا واحدا.. فتخيل إذا أرادت أن تعمل ألبوما”! كما انتقد زياد بشدة بعض الصحافيين ومنهم الشاعر والصحافي عباس بيضون، كما تناول سوء النقد الفني عربيا، مشيرا إلى تصريحه حول أحد الموسيقيين المغاربة وقوله إنه يهودي، في الوقت الذي اعتبر بعض الصحافيين اللبنانيين هذا التصريح عنصريا ومعاديا للسامية، فعلّق زياد: “أنا متأكد من معلومتي وليس لدي موقف مع الرجل.. لكن ما الجميل في أن يقدم شخص معزوفة وخلفيتها أذان! وقال زياد إنه متأثر جدا بأسلوب الرحابنة الأوائل؛ بدليل أن بعض الأغنيات التي كتبها يظن البعض أنها من تأليف الأخوين رحباني إلا أنها من كلماته مثل (اديش كان في ناس). وأكد الرحباني أن لديه مسرحية مكتوبة منذ العام 84 ويرغب في إعادة عرضها، مشيرا إلى أنها تصلح لهذا الوقت. وعن فقدان صديق دربه جوزيف صقر، قال: “عطبني العادي”؛ في إشارة إلى الشلل الذي شكله غياب صقر عن الفرقة. وأشار زياد إلى ندرة الموسيقيين العرب واللبنانيين خصوصا، وتحدث عن علاقة الرحابنة، خصوصا والده عاصي، بالآلات الموسيقية، مبديا إعجابه الشديد بآلة البزق، ومفضلا إياها على العود.. حيث قال: “مش كل الموسيقى الشرقية عود”. ورفض بشدة مصطلح جاز شرقي.. وحينما أخبره مقدم الحلقة أن هذه العبارة موجودة على إحدى أسطواناته قال: “غلطة يا خيي”، لا يوجد شيء اسمه جاز شرقي. وعن توثيق أعماله قال: “لا شيء من مسرحياتي مصور، وأقربها إلى قلبي فيلم أمريكي طويل”. وبخفة دمه تحدث زياد عن طفولته في المدرسة قائلا إنه تلقى عقابا من مدرسه ذات يوم؛ حيث أمره أن يعرب كتاب اللغة العربية بأكمله مع الغلاف والفهرس وكل كلمة موجودة بالكتاب! فبادره زياد بسؤال: “طيب مين بيصلحوا إذا عربتوا؟” فطرده المدرّس.. لكنهما ما زالا صديقين إلى اليوم. وأشار زياد إلى أن والدته فيروز كانت ترغب في أن تراه محاميا.. وأقنعته بذلك لكن الموسيقى أغوته. زياد في هذا اللقاء بدا بسيطا أكثر مما يمكن أن يوصف، ولدرجة ربما فاجأت حتى مقدم الحلقة الفنان بسام كوسا.. لذلك أتى أداؤه ضعيفا كمدير لحوار.