في أيام الجمعة من كل أسبوع تلبس معظم الفضائيات الشعرية، جلبابا دينيا وتكثف بث القصائد الدينية والأغنيات الدينية أيضا.. وربما هذا التوجّه قد أثار انتباه عدد كبير من الشعراء، فبات هذا النوع من القصائد له مكانة مهمة في قائمة ما ينظمون، بل إنه امتد لأهل الفن وأصبحت الأغنية الدينية بمثابة تقليد سنوي يجهزون له قبيل شهر رمضان ومنهم من يخصصون ألبومات كاملة لذلك بالتعاون مع دعاة إسلاميين. القصيدة الدينية ليست جديدة على المجال الشعري، فقد عرف في عهد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، عن شعراء يكتبون القصيدة الدينية، ومنهم حسان بن ثابت بعد إسلامه والذي كانت القصيدة الدينية سمته وصولا إلى مرثيته بالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم. إساءات الغرب فجرت قرائح الشعراء ولأن الانتهاكات ضد الأمة الإسلامية ازدادت في الآونة الأخيرة، فإن عددا لا بأس به من الشعراء خصوصا أن الشاعر ابن بيئته ويتأثر بظروفها قد تأثروا بذلك وكتبوا عنه، فمنهم من كتب عن الإرهاب وموقف الدين منه، ومنهم من كتب عن شهر رمضان.. ومنهم من كتب عن الشهادة.. وبيت الله.. ومنهم من أثرى المشهد الشهري بقصائد بدت كمناجاة لله عز وجل، ومنهم من كتب قصائد في مدح الرسول، وأبرز تلك الأعمال ما تعرضه قناة الساحة الفضائية اليوم وهو عبارة عن دويتو شعري بعنوان “محمد رسول الله” للشاعرين حامد زيد وناصر القحطاني والذي يشكل أول دويتو مشترك بين شاعرين في الإلقاء والتأليف والتصوير الخاص للقصيدة الدينية والذي استغرق مدة سبعة أيام وتم في عدة مناطق دينية مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة وغار حراء وبعض المواقع التاريخية التي تدخل في قصيدة المدح. ويُحسب هذا العمل الجميل للشاعرين، كما يُحسب لقناة الساحة التي تكرر بثه وخصوصا مع اقتراب الشهر الفضيل. شياطين مصفدة! شياطين الشعر التي غالبا ما “يخاويها” الشعراء، تهجرهم في الأيام المقدسة أو الشهور الدينية، لكن منهم من يستثمرون حضورها لقول ما يعزز حضورهم على طريق الهداية.. ومن القصائد الجميلة التي لا يمكن لمتذوق الشعر إلا أن يتوقف عندها، قصيدة للشاعر محمد العمري بعنوان “تصفيد شياطين” أما الشاعر نايف صقر فقد أهدى المكتبة الشعرية من قبل، قصيدة تزخر بالروحانية، حينما نصب خيام ندمه وتوجه إلى ربه.