مساعد الحريص إعلامي سعودي شاب كانت بدايته من خلال الإذاعة، وبرز من خلال برنامج قناة الدانة الشهير (بعد 12) الذي تطرق من خلاله إلى أهم القضايا السعودية الحساسة وناقشها بجرأة يغلفها الأدب. “شمس” التقته، وكان لها معه هذا الحوار الجميل الذي فتح فيه قلبه للجميع: كيف دخلت إلى عالم التلفزيون؟ في البداية أود أن أذكر قبل دخولي عالم التلفزيون أنني كنت أعمل في الإذاعة السعودية، فعملت في إذاعة جدة، ومن ثم عملت في إذاعة الرياض، وبعد ذلك دخلت عالم التلفزيون من خلال القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وبكل بساطة أحسست برغبة في خوض التجربة التلفزيونية بعدما صقلت موهبتي في الإذاعة وأعطتني الكثير في تنمية قدراتي كمذيع ومقدم لنشرات الأخبار وتقديم الكثير من البرامج الإذاعية؛ فما زلت أعمل في التلفزيون الذي اقتصر دوره في إتاحة الفرصة لي في خوض التجربة لا أكثر. برأيك ماذا ينقص المذيع السعودي؟ المذيع السعودي دائما ما ينقصه الكثير ويسعى إلى سد هذا النقص من خلال الدورات التي تخدم مجاله وتنمية قدراته، وإن تحدثنا عن المذيع السعودي خاصة فأنا أقول كثّر الله خيره بصراحة؛ لأنه ليس هناك إلا الجامعات التي تدرس الإعلام؛ فالذي ينقص المذيع السعودي برأيي إعطاؤه الفرصة قبل كل شيء وأن يتعلم كيف يسوّق لنفسه بالشكل الصحيح والمناسب لقدراته ومهاراته. ما أسباب هجرة الكوادر الفنية والإذاعية إلى قنوات خاصة؟ الوزارة تسعى من خلال الأنظمة المعمول بها إلى تقديم الدعم الكامل لمنسوبيها كافة دون استثناء، ولكننا كنا نتكلم عن الأشخاص الذين يعملون وما مدى تطبيقهم لهذه الأنظمة، هنا نحدد ونستطيع القول إن الدعم بشموليته لجميع العاملين لا يطبق إلا بنسب ضئيلة لا تكفل للمذيع تحديدا الدعم اللازم له حتى أن البعض ذهب وابتعد وترك العمل، ومنهم من ذهب إلى قنوات خاصة ليجد نفسه فيها بالطريقة التي يراها مناسبة له. لو نظرنا إلى سماء الإعلام السعودي نجد أنه لم يصل عربيا سوى حامد الغامدي فقط والبقية مكانك سر، هل أنت معي في هذا الأمر؟ أنت هنا تقدم رأيك فقط، لكن هناك من تميزوا بالإضافة إلى تميز حامد الغامدي، ولو رجعت إلى إجابتي في سؤالك الذي قبله لوجدت الإجابة عن سؤالك هذا. لا شك أن حامد تميز، ولا يختلف اثنان على ذلك، ولكن هناك أسماء كثيرة تميزت أيضا قبل حامد ومع حامد وبعد حامد، والبعض فعلا تحصيل حاصل، والزملاء الذين مروا بالتلفزيون وتميزوا أجدهم لم يحصلوا على الشهرة التي وصل من خلالها حامد فقط في برنامجه سباق المشاهدين، وهو بصدق يستحق ذلك، ولو وفرت لهم ما وُفّر لحامد لتميزوا. ماذا أضافت لك قناة الدانة خاصة برنامج بعد 12؟ أكتفي بأنها أعطتني المجال في تقديم برنامج بعد 12 ووفرت لي كل ما باستطاعتها توفيره للخروج ببرنامج يحاكي الشارع السعودي ويتحدث عن همومه ومشاكله حسب الإمكانيات المتوافرة لديها، وأنا أعد وأقدم برنامج بعد 12 مع زميلي محمد الوشع، إلا أن البرنامج يعتبر بكرا وسنعمل على اكتمال جوانب النقص الموجودة فيه؛ لأنه بصراحة ينقصه الشيء الكثير، ولكنني أعتبرها بداية لا بأس بها. أغلب الثنائيات الإذاعية وحتى الفنية لا تستمر، متى ستنفصل عن محمد الوشع وتظهر في برنامج يبرز موهبتك؟ دائما الثنائيات تظهر جميلة في البداية، ولكن السؤال هنا ما الذي يحكمها وما المبدأ في ظهور هذه الثنائيات، وبذلك نحكم هل تستمر أو لا. عندما جاءت فكرة البرنامج كنت في الأصل أعده وأقدمه وحدي ولكن عندما بدأنا تنفيذ الفكرة للبرنامج أخبروني بأن محمد سيشاركني في الإعداد والتقديم كنت سعيدا بذلك، فعملنا يحكمه مبدأ الأخوة والزمالة في العمل فقط. علما بأنني أملك القدرة على التقديم، ولا أفكر في الانفصال عن زميلي محمد الوشع.