.. ساهم الشح الذي تعيشه كرة القدم المصرية في المواهب الكروية في انتفاخ أسطورة لاعب الأهلي المصري محمد أبوتريكة؛ حيث لا حديث للإعلام المصري أو حتى التناول الإعلامي العربي عبر الفضائيات سوى نجومية أبوتريكة والعروض التي يتلقاها.. فبالرغم من المستوى العادي جدا لأبوتريكة إلا أنه نال شعبية عريضة في مصر بسبب غياب المواهب وتربعه وحيدا على عرش النجومية في فريقه الأشهر والأكثر جماهيرية في مصر.. فالاحتراف الخارجي لبعض اللاعبين مثل زيدان وزكي وميدو وحسني عبد ربه فتح المجال لأبوتريكة ليأكل الجو وحيدا وينال شهرة ونجومية أعتقد أن مستواه الفني أقل منهما بكثير.. مع الاعتراف بأخلاقياته العالية داخل وخارج الملعب.. المصريون وخصوصا من غير أنصار الأهلي ضاقوا ذرعا بكثرة الأخبار التي تظهر أبوتريكة وكأنه مصلح اجتماعي أو سفير للإنسانية والعمل الخيّر؛ وذلك لكثرة ما يحيط به من أخبار تتعلق بتبرعاته وإسهاماته للفقرإ والجمعيات الخيرية حتى أن الكثيرين شككوا في مصداقيته واتهموه بأنه يبحث عن مثل ذلك ويسعى إليه.. على أية حال ما يهمنا هو التهافت العربي على النجم المصري للتعاقد معه.. وذلك على طريقة نجم مصر السابق حسام حسن الذي فشل في أكثر من تجربة خارج مصر حين تكون الموهبة والمستوى الفني هما المقياس وليس الشعبية والحظوة الإعلامية.. فأبوتريكة لاعب عادي جدا لا يمكن أن يضاهي في موهبته (مثلا) النجم الليبي الكبير طارق التايب الذي أضاف له احترافه في الهلال الكثير من الوهج والشعبية والشهرة التي عوضته شيئا ما من التجاهل الذي وجده قبل احترافه في الهلال.. رغم إمكاناته الفنية الكبيرة.. ولعل من حظ الأهلي الإماراتي أن يرفض أبوتريكة اللعب له كما رفض اللعب للهلال قبل ذلك؛ فاللاعب يبدو أنه ذكي جدا ويعرف أنه لن يجد خارج مصر ما يجده مع الأهلي حاليا فضلا عن أن نجاحه قد لا يكون مضمونا وبالتالي يفقد كل ما بناه مع الأهلي في سنوات مضت خصوصا أنه لا يوجد في مصر حاليا لاعب يمكن أن يمثل تهديدا لنجومية أبوتريكة في ظل ندرة المواهب والنجوم وضعف مستوى الكرة هناك عموما!