تعتبر سريلانكا من الوجهات السياحية الرخيصة نسبيا، والتي توفر الكثير من المقومات لزائريها، وبعد انتهاء الصراعات السياسية هناك وحلول السلام وتوافر الأمن، تفتح أحضانها للسياح من جميع دول العالم، وتوفر للجميع حزمة كبيرة من التسهيلات والمزايا لاكتشاف معالمها الفريدة، وعقب انتشار السلام في ربوعها تبحث سريلانكا عن أخذ نصيبها العادل من كعكة السياحة العالمية؛ لذا تتجه إلى الأسواق المصدرة للسياح والمسافرين كمنطقة الخليج العربي وشرق آسيا وأوروبا والأمريكتين، معتمدة على العديد من العوامل الفريدة: مثل رخص الأسعار هناك، والطبيعة البكر، وتوافر كافة الإمكانات التي تساعد الجميع على قضاء أوقات لا تنسى بين أحضانها البديعة. وللمسافرين من منطقة الخليج العربي تطرح سريلانكا الكثير من العروض والمفاجآت المدهشة من خلال منظومة تعاون متكاملة بين وزارة السياحة والخطوط السريلانكية والمنشآت الفندقية هناك. ومن خلال تصريح خاص، أوضح فايزر مصطفى نائب وزير السياحة في سريلانكا أن التوترات التي استمرت ربع قرن انتهت، والآن نرحب بكافة الزوار، خصوصا من منطقة الخليج العربي، تحت شعارنا الجديد (سريلانكا المعجزة الصغيرة)، وهي العبارة التي اخترناها أخيرا بعد عدة أشهر من البحث؛ لتحل محل الشعار السابق (سريلانكا أرض تتميز عن الآخرين)، وأضاف: “قمنا بحملات ترويجية استهدفت 15 مدينة في عشر دول، وهي الخطوة التي نعتبرها مهمة جدا لجذب الزوار إلى الجزيرة”. هذا وتم إعداد أجندة للمهرجانات والأنشطة خلال الصيف الجاري لإشباع رغبات الجميع، ولعل من أبرزها فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشاطئ الدولي المنتظر في مدينة هيكادوا؛ حيث من المقرر أن يبدأ اليوم ويستمر حتى 2 أغسطس، ويضم المهرجان العديد من المفاجآت والأحداث التي تستقطب السائحين والزوار من مرتادي الشواطئ ذات المياه الصافية والرمال الذهبية والمقيمين كذلك في هيكادوا وما حولها في القطاع الساحلي الجنوبي لجزيرة سريلانكا. وأوضحت هبة الله الغيص المنصوري، مدير مكتب سريلانكا لترويج السياحة في الشرق الأوسط، قائلة: “مع بداية الصيف، استقبلت سريلانكا عددا من الاستفسارات من المسافرين والسائحين الذين طلبوا السفر إلى مناطق شاطئية ذات مناخ منعش، إضافة إلى استراحة قصيرة للمسافرين والقادمين من دول مجلس التعاون الخليجي؛ تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة”. وأشارت إلى أن مهرجان شاطئ هيكادوا هو أكبر المهرجانات الشاطئية في سريلانكا الذي يشارك فيه كبار الفنانين العالميين والفرق الاستعراضية التي تقدم عروضا مميزة على مدى أربعة أيام. وأضافت: “يعد مهرجان الشاطئ الرياضي من أهم الفعاليات في مهرجان العام الجاري، حيث ستكون هناك أنشطة الكرة الشاطئية، كرة السلة، كرة القدم، ركوب الأمواج وغيرها من الفعاليات الرياضية المثيرة التي تقام على شاطئ كورال ساندس”. ويتوقع لمهرجان العام الجاري أن يحقق نفس النجاح الذي حققه العام الماضي؛ حيث يتوقع أن يصل عدد الزوار على مدى أيامه الأربعة إلى ما يقرب من عشرة آلاف زائر. ويستقطب الحدث مختلف الأعمار من الأطفال والكبار. كما يتضمن المهرجان العديد من الأنشطة مثل السباقات الشاطئية ومهرجان الطبول، حفلات الأفكار المختلفة والكرنفالات النهارية للعائلات، إضافة إلى بعض الأنشطة الخاصة للأطفال. وبعد حلول السلام أخيرا في سريلانكا وانتهاء الصراعات التي استمرت ثلاثة عقود، أصبحت الوجهة السياحية المثالية؛ لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة والمسافة الزمنية القصيرة؛ فرحلة الطيران لا تزيد على ثلاث ساعات ونصف، إضافة إلى المنتجعات التي توفر الراحة والاستجمام، ولمحبي المغامرات من السائحين توفر سريلانكا الأدغال وملاجئ العناية بالأفيال التي تمنح الزوار فرصة التعرف على الأفيال عن كثب. وتوفر الجزيرة الاستوائية خيارات متنوعة للمسافر كرحلات المشي بين التضاريس والخضرة الشاسعة، المناخ المعتدل، مشاهدة فصائل الطيور المختلفة والحيوانات البرية الأخرى التي توجد في المناطق الريفية. تلبي سريلانكا احتياجات المسافرين من محبي الاسترخاء أو الإثارة؛ فهي جزيرة غنية بالتراث الثقافي والتاريخ الذي ربطها بالعرب حينما أطلقوا عليها سرنديب.