أكد الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمكة المكرمة، أن بلوغ الحضارة المادية أوجها لم يجعل المرء الذي يعايشها أسعد من المرء في أزمان سابقة، ولم يجعله أهنأ من غيره، ولا أكثر انشراحا مما مضى. وأرجع الشريم سبب ذلك إلى غياب أمر يعد غاية في الأهمية، وليس للحياة معنى دونه، وهو البركة؛ فليس في كسب أو علم أو طعام أو حياة معنى دون البركة. وبيّن أن البركة قيمة معنوية وشعور إيجابي يشعر به الإنسان بين جوانحه؛ فيثمر عنه صفاء النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر والقناعة والرضا. وطالب بتتبع أسباب البركة التي تحصل من خلال عدد من الأمور، أولها أن يتقي المجتمع المسلم ربه ويؤمن به على ما أراد الله له ورسوله صلى الله عليه وسلم، وثانيها الشكر على الرزق، وثالثها الكسب الحلال واجتناب التعامل بالربا، ورابعها القصد وعدم الإسراف، وخامسها الصدق مع الله ومع الناس، وسادسها طلب الدعاء واللجوء إلى الله، وسابعها القناعة المتمكنة من قلب المؤمن؛ لأن المرء لم يُعطَ شيء مثل القناعة. وفي المدينةالمنورة دعا الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي إلى الترفُّع عن الشهوات ومقاومتها؛ فالمؤمن حين يستشعر عظيم منزلته وشريف قدره عند الله تعالى لا يتخبث بفاحشة ولا يتدنس بدنيئة ولا يتلبس برذيلة. وأكد أن الشريعة حسمت مواد الفاحشة ومنعت أسبابها وسدت كل طريق إليها وحذرت الرجال من النساء والنساء من الرجال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء”. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “.. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء”.