حدد الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة سابقا عددا من الصفات، لا بد من توافرها في المرأة الخطَّابة أو الرجل الخطَّاب، من أهمها أن تتوافر الأمانة والصدق ونقل الصفات إلى كلا الطرفين بصورة صحيحة، كما شدد على ضرورة التزامه أو التزامها بالدين من النواحي كافة، وقال الفنيسان: ”إن العاملين في تزويج الشباب والفتيات، موعودون بأجر عظيم لو أحسنوا وأخلصوا النية لله تعالى“. وقدم الفنيسان ما يمكن تسميته بخريطة طريق لا بد من سلوكها؛ حتى لا يقع أحد الأطراف في خطأ قد يتسبب بكارثة، ورفض جملة من السلوكيات التي تفعلها الخطابة، مثل تصوير الفتيات، وتقديم صورهن في ألبوم للشاب، ومن ثم يتولى هو بنفسه الاختيار من بينهن، من دون مراعاة للحل والحرمة، وقد تقع هذه الصور في أيدي العابثين أو غير الجادين في الزواج، وأن الخاطبة لا بد وأن تحتاط لمثل هذا الأمر، وألا تقع في خطأ قد يجر إلى ابتزاز هذه الفتاة، وقد وقع مثل هذا. وبين الفنيسان في معرض حديثه أن الخطّاب أو الخطَّابة عليهما أن يلتزما بحدود الأدب واللياقة، عند وصف أحد الجنسين للجنس الآخر، وألا يتوغلا في الحديث عن التفاصيل الدقيقة جدا، وقال: ”كثير من الخطَّابين أو الخطَّابات قد يقعون في إشكال الإسهاب في الحديث عن تفاصيل قد لا تكون من الضروري جدا معرفتها في المرة الأولى، بل الأفضل أن يجدها الشاب بنفسه من خلال النظرة الشرعية، التي على والد الفتاة أن يمكّن الشاب من رؤية ابنته، خاصة عند جدية الشاب؛ لأن هذا من حقه وقد يأثم الولي لو منعه من رؤيتها“. وحول جواز عمل الرجل في هذه المهنة، خلافا للمعتاد وهي كونها مقتصرة على الإناث أجاز الفنيسان امتهانها من قبل الرجال، ويجب عليهم أن يراعوا خصوصية المرأة في ألا يسألها عن صفات ليس من الضروري أن يسأل عنها، وأن يترك ذلك للشاب. واعتبر الفنيسان أن تطبيقات الخطَّاب أو الخطَّابة في العصور الإسلامية القديمة، كانت حاضرة وبقوة، فبحث الصحابي عن زوج كفؤ لابنته يعد أمرا سائغا وكان موجودا وظاهرا، ولا غبار في حقيقة وجوده، بيد أن الانتشار الكبير لمن يمتهن هذه المهنة، لم يكن بذات الانتشار الموجود اليوم، فوجوده كان مقتصرا على أفراد، بينما اليوم مع توسع المدن، قد تكون الحاجة أكثر إلى توفره بكثرة من ذي قبل. وحول افتتاح المكاتب الكبيرة، واتخاذ الأجرة والمبالغ المالية على هذا العمل، قال الفنيسان: ”يجوز أن يعمل الرجل أو المرأة هذا العمل، ثم تطلب على اثر ذلك أجرا ماديا مقابله، كما لا أرى حرجا في افتتاح المكاتب الكبيرة، واستقبال الطلبات من قبل الجنسين، بل قد يؤجر الرجل أو المرأة لو أحسنا النية، كما قلت سابقا“ وحدد الفنيسان العلاقة بين الفتاة والشاب، خاصة عند الخطبة وقبل عقد القران بحدود معينة.