ما حدث وسوف يحدث من خلافات بين الأندية ونجومها ما هو إلا مسلسل “التمرد الأعمى” الذي لا يقود صاحبه إلا إلى العودة لمسقط رأسه بأقل التكاليف وأسهل السبل ولم يصل بما فعل من “التردد” إلا إلى الإساءة لتاريخه الرياضي وهز مكانته عند جماهيره العريضة التي لا تعترف غالبيتها إلا بالانتماء، ما عدا ذلك ليس في حساباتهم العاطفية، زد على ذلك “كما ليس بالقليل” من منسوبي الإعلام الذين حتى تاريخه لا يعترفون بالاحتراف وتوابعه من حقوق مالية ونفسية و... إلخ من فوائد الاحتراف الفعلي، وكل همهم ألا يذهب “نجمهم الأول” إلى هذا النادي أو ذاك، بصرف النظر عن “الظلم والإجحاف” اللذين لحقاه، سواء من قبل الإدارة أو الجهاز التدريبي، كل حسب “مصدر عزوفه” عن ناديه الأساسي؛ ليختار بدلا منه ناديا آخر، بصرف النظر عن الأسباب؛ فكل همهم كما أسلفت أن يظل حكرا لهم، دون أن يبادر أحد منهم باستعراض الأزمة باحترافية إعلامية تواكب الاحتراف الفعلي الذي يؤثر بالطبع في الانتماء؛ فنحن لسنا في زمن الهواة؛ فلكل زمن أنظمة وقوانين وحقوق وواجبات يجب أن تراعى، بصرف النظر عن هذه القضية أو تلك؛ لذا فاسمحوا لي أن أوجه الدعوة إلى لجنة الاحتراف بأن تهتم بإقامة دورات يحضرها اللاعب والإداري والمشجع وعضو الشرف، وقبل هذا وذاك الإعلامي المتعامي عن “قوانين الاحتراف”؛ حتى لا يظهر علينا هؤلاء ويتحدثون عاطفيا عن هذا اللاعب أو ذاك الإداري دون أن يراعوا ماهية الاحتراف الفعلي، ولقد طالبت بهذه الدورات منذ أن أُطلق الاحتراف وما زلت أطالب به؛ والسبب ما حدث ويحدث وسوف يحدث لاحقا من لغط وفوضى.. السبب الأول فيها ضبابية بعض بنود الاحتراف عندنا، وعدم اجتهاد أو اهتمام القائمين على الشأن الرياضي في الأندية بقراءة النظام بعين واحدة وفهمه بفكر واحد وتنفيذه بآلية واحدة.. بل الأعجب أن كل واحد منهم يبحث عن الثغرات ليبرر لنفسه أو لناديه عملية التجاوز المقصود أو العكس. والدليل على ذلك اللغط والشد والجذب التي شاهدناها الموسم الرياضي الماضي عبر القنوات الرياضية، وأولها “ ART ” كقناة متخصصة فما يطرح على شاشتها من حوارات جادة بين منسوبي الأندية وبعض المحللين الرياضيين، ناهيك عن مشاركة رجال الإعلام الرياضي، بالإضافة إلى ضيوف يعقبون من أعضاء هيئة الاحتراف لهو دليل صارخ يؤكد أن طبخة الاحتراف لم تنضج بعد؛ حيث تم اقتباس مكوناتها من نظام ال(فيفا)، ولكن بمواصفات سعودية؛ مما أوقع الجميع في شرك الفوارق.. لِمَ لا..؟ ألسنا نستقدم لاعبين من خارج الوطن ولا يعترفون إلا بنظام الاحتراف الدولي ولا أعلم هل يطبق عليهم نظامنا المعدل أو النظام الدولي.. بما في ذلك من فروق تشوِّه العملية الاحترافية؟ نعود للتاريخ الذي سوف يسجل كل هذه الأحداث التي ستعود على صاحبها “بذكرى عطرة أو العكس”، وبالمناسبة إن ما حدث لكابتن منتخبنا الوطني النجم الذهبي حسين عبدالغني الذي انتقل دون “شوشرة” إلى النصر بالرغم من عشقه لناديه والعكس أيضا ما هو إلا دليل كبير على أن الاحتراف بإمكانه خدمة الطرفين اللاعب والنادي الأهلي مثلا الذي سهل انتقال نجومه دون آثار جانبية سلبية دليل على عقلية “الراقي ورجاله”، إنه درس مجاني يستحق عليه الأهلي تحية لائقة بسفير الوطن مع الشكر. خاتمة: النظام واحد لكن العقول التي تفهم مختلفة.