بعيدا عن الصخب، تجد المئات من الأسر راحتها في القنفذة صيفا، فهذه المحافظة الهادئة التي صنفت أخيرا كإحدى المدن الصحية في العالم بحكم خلوها من التلوث البيئي، بدأت فعليا في استقبلال زوارها رغم بعدها عن خريطة المسؤولين في هيئة السياحة، فهي لم تستهدف بعد، ولا توجد فيها أي من الفعاليات والمناشط الصيفية. وتشكل القنفذة ملتقى جغرافيا مهما، إذ تتوسط مجموعة من المحافظات والمناطق، وذلك أكسبها بعدا حضاريا وتجاريا في السابق، وتعد محطة توقف للمسافرين ومنتجعا جميلا لأهالي السراة القادمين من منطقة الباحة وما جاورها من محافظات، وتعتبر شواطئيا هي الأجمل في المنطقة، فهواؤها نقي وبمعزل عن أبخرة المصانع والصخب والضوضاء التي تنفر الكثير من المصطافين خصوصا ممن يقصدون المدن الكبيرة. ويقول محمد السيد وهو من سكان القنفذة إن الاستثمار والسياحة يعدان من المطالب المهمة للمحافظة كونها البوابة الجنوبية لمنطقة مكةالمكرمة، وتعتبر ملتقى الطرق والثقافات أيضا، ويضيف: “تستقطب شواطئ القنفذة الكثير من العائلات خلال الإجازات رغم خلوها من كل الفعاليات؛ إذ فضل سكانها قضاء إجازاتهم خارجها، بينما يمضي البقية الإجازة في الزيارات داخلها، ونتمنى أن يلتفت التجار لمحافظتنا خلال الفترة المقبلة”. من جهتها تقول زهرة العقيلي ل”شمس”: “كل من يزور القنفذة يمتدحها فهي خليط من البحر والجبل والسهل والوادي، ولا تجد في المحافظات السعودية كالقنفذة جامعة لمثل هذه التضاريس، وتؤكد أن الاستثمار سيفتح آفاقا كبيرة للمحافظة حيث الشواطئ الذهبية الممتدة على الساحل الغربي، وتضيف “يستغل مجموعة من سيدات المحافظة وقت الإجازة ويذهبن إلى البحر، وعند لقائهن أي سيدة من خارج المحافظة يعرفنها عن المحافظة ويذكرن تاريخها وتراثها كي نكون معرفات لمحافظتنا، ولعل الأيام المقبلة كفيلة بدخول المستثمرين إلى محافظتنا”، وتزيد بالقول: “أي استثمار في محافظة القنفذة سيكتب له النجاح بحول الله، ويعود ذلك لأنها محافظة بكر لا تعرف الاستثمارات إلا القليل منها ونطالب التجار بأهمية تدشين ملاعب للأطفال وألعاب وملاه للعائلات”.. مشيرة إلى أن معظم المقيمين في المحافظة قد سئموا، فمدينتهم الجميلة بدون مناشط خلال الإجازات، وما تتمناه هو أن تقام فيها الفعاليات والنشاطات الصيفية، كما هو الحال في غيرها من مدن ومحافظات السعودية. من جهته أوضح سالم القوزي المدير التنفيذي للجنة الأهلية بمركز التنمية الاجتماعية أن اللجنة قامت أخيرا بتدشين يوم الطفل بمحافظة القنفذة للمرة الأولى في تاريخها، حيث دعت اللجنة مجموعة من الفرق الاستعراضية الشهيرة، وأقامت برامج ترفيهية للأطفال لاقت قبول واستحسان أولياء الأمور ومطالبتهم بتكرارها في كل عام وزيادة مدتها، لافتا إلى أن اللجان الأهلية رغم قلة إمكاناتها فهي تسعى أن تدخل العوائل في جو من المتعة والفائدة من خلال البرامج التي تقدمها بين الفينة والأخرى، وأضاف: “نعتبر ذلك استثمارا لأبنائنا ولأطفالنا والفترة المقبلة ستشهد تدشين العديد من البرامج التوعوية والترفيهية في محافظة القنفذة، ونعد أهلها وزائريها خيرا”.