ترفض بعض الأسر أن تمنح الخاطب حقه الشرعي في النظرة الشرعية، ويأتي هذا الرفض تحت عدد من الاعتبارات الغريبة أبرزها (العيب) والعار، ولا يزال هؤلاء متمسكين ببعض التقاليد والأعراف التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالشرع يكفل حق الشاب في النظر إلى الفتاة التي يريد خطبتها نظرة تكون بضوابط شرعية معروفة لقوله صلى الله عليه وسلم: (اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، وحرم أولياء الأمور تلك النظرة حتى تكون النظرة الأولى في ليلة الدخلة، فتحدث ردات فعل على حسب الموقف المفاجئ قد تصل إلى الطلاق في بعض الأحيان.. خاصة أن الشاب أو الشابة يكون قبل الزواج لديهما تصور أحدهما للآخر.. “شمس” فتحت ملف منع النظرة الشرعية ووجهت تساؤلاتها إلى عدد من الشباب والفتيات وجاءت إجاباتهم مريرة كالآتي.. لا أقبل الزواج من امرأة لم أرها يبدأ الشاب يحيى الزهراني حديثه بشيء من المرارة، ومعترفا في الوقت ذاته بأن المجتمع غالبا ما يصدم العديد من الرغبات المشروعة، ويضع حيالها سدا منيعا اسمه (العيب)، ويمضي الزهراني في حديثه ويقول: “كوني رجلا، فإني لا أرضى ألبتة أن أتزوج امرأة لم أرها، وذلك سبب لتفشي حالات الطلاق، وربما بعض أبناء المجتمع وتحت طائلة العيب والعار، لا يرى زوجته إلا في ليلة الدخلة” وأضاف: “يعيش المسكين قبل تلك الليلة قصة حب رائعة ويظن أن خطيبته هي (سندريلا زمانه)، وفق أهوائه الشخصية، وإذا به لا يجدها كذلك لاحقا ولا تعجبه، وقد تكون هي كذلك لم تشاهده، فيصطدم كل بالآخر، لتبدأ رحلة أخرى في الطلاق ونهاية قصة كان من الأولى أن تكون هي البداية. الآباء لا يعرفون قيمتها ووافقه الشاب عادل الجدعاني، طالب جامعي، بأن المجتمع يعد الحجر الأساسي في عدم شيوع ثقافة النظرة الشرعية، مضيفا أنها من أهم الأمور التي وللأسف الشديد لا يعرف الآباء قيمتها، بل إن أغلبهم لا يؤمن بها، والضحية في ختام الأمر أبناؤهم، لأن الخاطب يحب أن يرى مخطوبته، لكيلا يواجه مشاكل قد تنهي زواجهما قبل أن يبدأ، وتساءل الجدعاني عن المانع الحقيقي في نظر الخاطب إلى مخطوبته، وتمنى أن يلتفت الآباء إلى أثر النظرة الشرعية في نجاح الحياة الزوجية، وكذلك في تكوين الألفة من الوهلة الأولى في حياة الزوجين، ونبه الجدعاني الشباب إلى الحرص على تكوين أسرة، لأنه وعلى حد تعبيره لا يعرف بعض الشباب أهمية الزواج وميثاقه الغليظ، بل يكون زواجه فقط لإرضاء والديه لا أقل ولا أكثر. الرجال لا يتجرؤون على طلبها! وأوضحت منيرة القحطاني، طالبة جامعية، “أنه كثيرا ما نسمع ممن حولنا بأن المحتمع بدأ يتفهم مسألة النظرة الشرعية، بينما الواقع يؤكد الرفض التام والقاطع من قبل بعض العائلات، ولا يمكن ذكر مسألة النظرة الشرعية بحجة أنها ليست من أعرافنا ولا من عاداتنا وتقاليدنا، وامتد هذا الرفض، إلى حد أن الرجل لا يتجرأ بأن يطلب النظرة الشرعية، مع أنه حق كفله الشرع له، واستجابة ضمنية منه على اعتبار خوفه الشديد من أن يثير ما يخالف الأعراف الاجتماعية سبب لارتفاع معدلات الطلاق وأكدت نورة التميمي اعتقادها “أن النظرة الشرعية أصبحت حديث الناس في هذا الوقت، والسبب هو كثرة الطلاق، لأن أغلب المتزوجين حينما يتزوج ويشاهد زوجته ربما لا تعجبه وكذلك الزوجة ربما لا يعجبها زوجها، وبالتالي تكون المحصلة النهائية هي الطلاق، الذي يعد أبغض الحلال عند الله؛ لأن عواقب الطلاق وخيمة، وأنا من وجهة نظري أؤيد فكرة النظرة الشرعية.