له عدد من وجهات النظر الشرعية التي تختص ببعض المسائل وأمور الزواج، ومن أهمها اعتباره أن الزواج بنية الطلاق حل ناجح لمن خاف على نفسه الوقوع في الحرام، وبين أن المجتمع لا يخلو من الفساد، وربط بين غلاء المهور والتقاليد الاجتماعية، وبين تهرب الشباب من كلا الجنسين من الزواج المبكر.. هذا هو الشيخ أحمد الزارع المشرف على موقع تيسير الزواج.. الذي التقته “شمس” في الحوار التالي وتحدث بصراحة وأريحية كبيرة.. بداية كيف ترى الإقبال من الجنسين على الزواج؟ الحمد لله، هناك إقبال جيد من الجنسين على الزواج، والأمة بخير في هذا الجانب وإن كان العدد أقل من المأمول، لأن هناك مشكلات كثيرة تتسبب في هذه القضية، ومن تبعاتها زادت نسبة العنوسة، وصاحبه سفر الشباب بأعداد كبيرة إلى الخارج، بل وأصبح هناك عزوف من الفتيات عن الزواج، وليس الشباب فقط. إذا ما الأسباب التي أدت إلى وصولنا لهذه المرحلة؟ أولا ينبغي أن نعترف بأن هناك نسبة عنوسة كبيرة في السعودية خاصة وفي الخليج عامة، وهناك عزوف كبير من الشباب عن الزواج، وربما لو أردنا أن نعدد الأسباب لما استطعنا، فهي كثيرة وكبيرة، لكن من أهمها غلاء المهور والتكاليف التي لا يتحملها شاب مبتدئ في المجتمع السعودي، وكذلك وجود عادات وتقاليد عائقة عن سهولة وسرعة إتمام الزواج، وهذه العادات ليست من الشرع، وما أنزل الله بها من سلطان. وكيف تكون التقاليد سببا في التعقيد؟ يا أخي هناك في بعض الثقافات لا يمكن للرجل أن يرى زوجته، حتى وهو قد عقد قرانه عليها، ناهيك عن التعقيد الكبير الذي قد يصطدم به لو طالب بحق من حقوقه وهو الرؤية الشرعية التي أمرت بها الشريعة، والسنة النبوية، وهي حق للطرفين، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (اذهب فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وهذا هو ما نعيشه الآن. أتقصد أن ذلك سبب فسادا في المجتمع؟ أنا أحيلك إلى الواقع، ألا ترى العوانس والمطلقات اللاتي حرمن الزواج، أخذ بعضهن يتسكع في الأسواق، وربما جلست على سماعة الهاتف أو شاشة الإنترنت تبحث عمن يشبع عاطفتها، بل ربما أرهقتها شهوتها، ووسوس لها الشيطان، فتقع في الحرام. ثم ما حال شبابنا اليوم، ألا يبحث عن السفر للخارج ليقضي وطره بالحرام ويرجع بخسران الدين والمال، وربما يرجع بالأمراض، عافانا الله وإياكم!. ما دمت تحدثت عن سفر الشباب ألا يوجد حل مرض يمكن أن يكفيهم عنه؟ بالتأكيد أليست بلادهم خيرا لهم، وعلى الشاب قبل أن يقدم على خطوة الحرام أن يفكر ألف مرة في دينه الذي لا بد أن يصيبه ما يخدش؛ لأنه ما من بلد غير بلاد الحرمين، حفظها الله وأعزها، إلا وفيها خدش للحياء، ونقص للإيمان، وأقول لهم خذوا عبرة من غيركم ممن سافر ورجع بالخسران والندامة، وقد اسودت صحائفه، ووجه بالمنكرات، وعاد ميتا أو مريضا أو قد انسلخ من دينه وأخلاقه. هل تعتقد أن الشباب يسافر للخارج من أجل التمتع بالحرام؟ هذا هو الواقع للأسف، وأنا أعلنها ما دمنا نريد إصلاح المجتمع لا بد من الاعتراف بالمشكلة، أما أن ندس رؤوسنا في التراب فهذا أمر لا يمكن القبول به، وأوجه لشبابنا نصيحة بأن يتقوا الله، فالزنا كبيرة من كبائر الذنوب، رتب الله عليها حدا يتلى في القرآن إلى يوم القيامة (الجلد 100 جلدة) للأعزب، مع تغريبه لعام كامل، أما الذي سبق له الزواج فرجم بالحجارة حتى الموت، انظر إلى عظم العقوبة، مما يدل على عظم الذنب، وأنها جريمة كبيرة، وقال صلى الله عليه وسلم: “من زنا بامرأة محصنة كان عليه وعليها نصف عذاب أمة محمد في القبر”. إذا ما الحل؟ الحل بكل بساطة إن كان ولا بد من قضاء شهوتك، وقد فتنت بالنساء، فما المانع أن يكون بالحلال، وأنا أعجب لبعض الشباب يصرف كل ليلة مبلغا وقدره على عاهرة بالحرام، يضيع دينه وماله، ويغضب ربه، يخسر صحته، بينما لو فكر قليلا لاهتدى إلى فكرة أجمل، فلو جمع هذا المال الذي يدفعه كل ليلة على امرأة عاهرة مقابل الحرام، وجعله مهرا لفتاة تعرف عليها وأعجب بها في تلك البلد التي سافر إليها وتزوج بها وعاشرها بالحلال وقضى وطره طاعة لله، وأحسن إليها وإلى أهلها لكان أفضل بكثير مما يفعله بعض شبابنا. لكن ماذا إن أراد العودة لبلده هل ينوي طلاقها قبل الزواج مثلا؟ نية الطلاق ابتداء لا تبطل الزواج؛ لأن النية قد تتغير، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جميل في هذا، فذكر أنه قد يحبها فيبقيها، فقد يرى منها خلقا، أو جمالا، أو توددا وارتياحا، لا يستغني عنه، وإن طلقها فذلك شيء شرعي، ولكن بشروطه، بألا يظلمها، ويعطيها نفقة عدتها، ولا ينكر حملها إن حملت منه، المهم أن يتزوج بها في الحلال، ولا يظلمها، ويحسن إليها، ثم يحبها، أو قد يحضرها، أو قد يبقيها مع أهلها ويتردد عليها، المهم لا يزني. إذًا أنت تدعو للزواج بنية الطلاق؟ لا يا أخي.. أنا لا أدعو إليه، ولا أقول لشبابنا أن يقصدوه، وإنما كلامي لمن خافوا على أنفسهم الوقوع في الزنا وهم في الخارج، ثم إني أقول لهم اتقوا الله في بنات الناس، فلا يأخذ واحد فتاة بكرا وصغيرة بنية الطلاق، فهنا يسيء إليها، ليست كالمطلقة، فإنه يحسن إليها بكل الأحوال، ماديا واجتماعيا. إذا ما الفرق بينه وبين زواج المتعة؟ زواج المتعة حرام، وهو أن تحدد فيه مدة الزواج في العقد، وبعلم الطرفين بها، فيقولها أتزوجك شهرا أو أقل أو أكثر، وأما الزواج بنية الطلاق فليس فيها مدة محددة، وأكرر وأقول: قد تتغير النية ويستمر الزواج.