تدرس صحة منطقة مكةالمكرمة شكاوى رفعت إليها من مديري مستشفيات حكومية في مكةوجدة والطائف، تضمنت تذمرهم من مستوى الخدمة الأمنية، المعمول به في الوضع الراهن. وتتسلم زمام الخدمات الأمنية في المستشفيات عادة، مؤسسات أمنية أهلية، يغلب عليها عدم المهنية، حيث تزج بشباب غير مؤهل لتحمل المسؤولية الأمنية وتكاليفها، بمقار المستشفيات التي تتولى حراستها. تجاوزات وذكرت شكاوى مديري المستشفيات، أن من التجاوزات التي يرتكبها بعض هذه المؤسسات، قيامها بتوظيف فتيان لم تتجاوز أعمارهم ال18، وهو ما اعتبره مديرو المستشفيات، السبب الرئيس وراء حدوث أخطاء أفراد المؤسسات الأمنية، التي تظهر في عدم قدرتهم على التعامل مع الأحداث التي تواجههم؛ لحداثة سنهم، ما يؤدي إلى استفحالها. واستشهد مديرو المستشفيات في شكاواهم بحادثة مقتل ممرض مستشفى زاهر مكة، حيث أثبتت التحقيقات المبدئية فرار أفراد الأمن المناوبين حال مشاهدتهم الجاني وهو يتجول بفناء المستشفى الداخلي حاملا سلاحه الرشاش. الشرطة هي الحل وأجمع مديرو المستشفيات الحكومية على أن الحل يكمن في استبدال حراس الأمن الحاليين لديهم بأفراد من جهاز الشرطة، أسوة بقطاعات حكومية أخرى، توضع تحت حراسة أمنية مشددة. وأشار مديرو المستشفيات إلى أن المستشفيات الحكومية لها أهميتها؛ كونها تتعامل على مدار الساعة مع شرائح عدة من طبقات المجتمع كافة، وممن يعانون عوارض صحية خطرة. وأوضحوا، أن من بين المرضى من يعاني فقدان القدرة على الاحتكام إلى العقل، ولا سيما المختلون منهم عقليا. وأشاروا إلى أن “الحاجة تحتم عليهم التمسك بمطالبهم، ولو أدى الأمر بهم إلى تصعيدها”. شائعة الرعب من جانبه، أكد الدكتور أحمد الخروبي مدير مستشفى الملك فيصل لشمس”، أنه رفع وعدد من مديري مستشفيات حكومية شكاواهم ومقترحاتهم إلى المسؤولين بالصحة. وأشار إلى أن حادثة الجريمة التي وقعت بمستشفى الملك عبدالعزيز على يد مختل عقلي، وراح ضحيتها الممرض عبدالقادر المهابي، أثناء تواجده على رأس عمله، أشاعت الخوف في نفوس منسوبي المستشفيات الحكومية، وبثت في داخلهم الرعب وعدم الاطمئنان على سلامتهم وأمنهم الشخصي بالمستشفى. ولفت الخروبي إلى أنه “قبل حادثة اغتيال الممرض المهابي، وقعت حادثة مماثلة لأحد الأطباء بمستشفى الملك فيصل بالششة، إلا أن زملاءه تمكنوا من تثبيت المعتدي، وتخليص زميلهم الطبيب منه”. لكن الخروبي لم يخف أن المعتدي كان فارغ اليدين، بينما في الحادثة الأخيرة حمل الجاني السلاح، “وهو ما يؤكد أن القضية صارت معقدة وشائكة، وتحتاج إلى التدخل العاجل لاستعادة الأمان داخل المستشفيات”. مخاوف ولم يخف الدكتور حاتم العُمري مدير مستشفى النور التخصصي “المخاوف التي انتشرت بين العاملين لديه بالمستشفى. وكشف عن قيام عدد من أولياء الأمور بمراجعته وطلبهم إعفاء أبنائهم وبناتهم، على اختلاف مهنهم من العمل بالمستشفى، “ما لم يقدم إليهم ما يقنعهم بأنهم بمأمن من كل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بالآخرين”. ورأى العُمري “ضرورة إيجاد أجهزة أمنية بالمواقع التي تمثل خصوصية قصوى كالمستشفيات، يكون من شأنها الكشف عن أي شخص يكون بحوزته أي نوع من أنواع الأسلحة، أسوة بالدوائر والأجهزة الحكومية الأخرى؛ لضمان سلامة العاملين بها، وكذا المرضى المنومون، في حال أراد شخص توجيه أذى إلى آخر”. وأشار مدير مستشفى الملك عبدالعزيز، المبنى الذي كان مسرح جريمة قتل الممرض المهابي، إلى أنه يجاهد لاحتواء مخاوف منسوبي المستشفى. وعلق على قضية النقص في الكادر الصحي بالمستشفى، بسبب غياب بعض منسوبيه، عقب حادثة القتل، التي سببت الذعر والخوف بين الموظفين. وكان قد تصادف وجود عدد من الموظفين لحظة وقوع حادثة القتل لزميلهم.