يظن البعض في الناس ظن السوء من غير أن يكون لديه دليل واضح ليستند إليه؛ فلماذا لا يبدأ هذا الظان في الناس سوءا بتغيير نفسه ويظن بالناس الظن الحسن؛ فهو أفضل من ظن السوء ويكسب الحسنات، وهذا أفضل من أن يكسب سيئات غيره وكله بسبب الظن السيئ. ألا يفكر أن هناك موتا وحياة، وكل نفس محاسبة عما فعلت إن كان سيئا يجاز عليه، وإن كان حسنا أيضا يجاز عليه؛ لأن الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وكل عمل يعمله ابن آدم لا يضيع ولو ضاع مع الناس، إذن لماذا نظن في الناس ظن السوء ونأخذ سيئاتهم ونخسر حسناتنا التي نحن في أشد الحاجة إليها في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. الجنة تريد عملا خالصا لوجه الله حتى نستحق أن نكون من أهلها ومع النبيين والصديقين والشهداء، وكل مؤمن منا يريد هذه المنزلة التي لا تأتي إلا بالعمل الصالح الخاص لوجه الله؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا من الأعمال. لذلك يجب فعل الطاعات والتقرب إلى الله، ومجالسة الصالحين والمحافظة على حلقات التلاوة والصلاة في المسجد؛ وذلك حتى نكتسب الأخلاق الإسلامية بمجالسة هؤلاء الأخيار. جعلنا الله وإياكم من أهل الجنان وممن يطيعون الرحمن إن شاء الله رب العالمين. وأبعدنا عن سوء الظن.