كما أن للكبار حقوقا يسعون إلى تحصيلها، كذلك للأطفال حقوق يرغبون في انتزاعها من الكبار، ولكن هل فكرنا يوما ما هي تلك الحقوق التي نطالب بها أمام أطفالنا الصغار؟ وحق الأطفال في أن نحبهم لذواتهم لا لشيء آخر، هذا يعني أن نحب أطفالنا بصفاتهم التي يتصفون بها، وألا نطلب منهم أن يكونوا مثل فلان أو فلان حتى نرضى عنهم، كما أن لكل طفل حقا في الترفيه والترويح عن النفس، وأن يروح عن نفسه ويلعب، وإذا كان الطفل قد تعود في وقت معين من اليوم على الترفيه، فلا يجب أن نشغله في هذا الوقت بقضاء بعض حاجات المنزل أو غيرها من الأشياء التي قد تضيع هذا الحق، وإذا وعدت طفلك بشيء من الترويح عن النفس فلا تخلف وعدك، فطفلك سيفقد ثقته فيك. وشعور الطفل بحب الامتلاك شيء طبيعي، ولا بد أن تكون عنده أشياء وممتلكات خاصة، ولا يجب أن يتعدى عليها أحد، وشعور الطفل بالملكية الخاصة لبعض الأشياء ينمي عنده شعور احترام ملكية الغير. ويؤكد علماء النفس أن حق الطفل في إبداء مشاعره تجاه المواقف المختلفة مهم في تعزيز ثقته بنفسه، لأن الأب قد ينزعج عندما يجد ابنه البالغ من العمر سبع سنوات قد أصابه الضيق والضجر عند قدوم بعض الضيوف، ولكن لو فكرنا قليلا لعرفنا سبب انزعاج الطفل، حيث إن قدوم الضيوف بالنسبة له يعني.. لا تلعب، لا تتكلم، اخفض صوتك، ابق بعيدا! وهذا يعني كبت مشاعره وعدم السماح بحرية حركته والتعبير عن نفسه، وإذا قابل الوالدان مشاعر الطفل هذه بنوع من العنف والتوبيخ فإنه يزيد الأمر تعقيدا ولا يقدم حلا، والأفضل أن يحاول برفق أن يخبره أنه يفهم سبب ضيقه، ولكن يجب أن نظهر أمام الضيوف بمظهر لائق وألا نزعجهم، وليحاول أن يشغل الطفل في تلك الأثناء بشيء مفيد يلهو فيه. والمهم في الموضوع هو معرفة الوالدين أن الطفل له الحق في قضاء بعض أوقاته معهما، لأنه إذا كان الأب مشغولا دائما والأم كذلك، فلا بد من وقت معين يتم تخصيصه للأولاد للجلوس معهم وسماعهم، خصوصا مع الأب لأن ذلك يعزز أواصر الثقة والصداقة بينهما. في الختام تذكروا أيها الآباء والأمهات أن اللحظات التي يشعر فيها الطفل بأنه يستحوذ على والديه في آن واحد يشعر فيها بالأمن والطمأنينة.