تستقبل محطات الوقود على الحدود السعودية هذه الأيام آلاف السيارات المغادرة إلى الدول المجاورة للتزود بلترات البنزين قبل انطلاقها في رحلتها السياحية خارج البلاد. ويحرص أصحاب السيارات على ملء خزانات الوقود بالكامل من أقرب محطة باتجاه الحدود لأجل أن ينعموا بالسعر الرخيص قبل مغادرة الأراضي السعودية والذي يزيد عدة أضعاف في بعض الدول المجاورة. طلب متزايد “شمس” قامت بجولة في محطات الوقود بمنفذ الحديثة الحدودي الفاصل بين الأراضي السعودية والأردنية والتقت عددا من العاملين في المحطات وبعض المسافرين، حيث أوضح أمجد (عامل في محطة وقود الحديثة) أن جميع المحطات الأخيرة قبل المركز الحدودي تعمل على مدار الساعة دون توقف لتلبية الطلب المتزايد على الوقود خاصة في أشهر الصيف. وقال إن جميع المغادرين بلا استثناء يرغبون في ملء خزانات سياراتهم بالكامل قبل الخروج من الأراضي السعودية نظرا لرخص سعر البنزين والديزل مقارنة بالدول المجاورة، والذي يعد الأدنى حتى على مستوى باقي دول الخليج. رخص السعر وأضاف أن الحال ينطبق على السيارات القادمة للسعودية أيضا؛ إذ إن أغلبهم إثر دخول الأراضي السعودية يعمد إلى تزويد خزان سيارته شبه الخالي بالوقود للاستفادة من رخص السعر في السعودية. وذكر أن المحطة تستقبل أعدادا كبيرة من السيارات الخليجية يوميا؛ إذ إن مركز الحديثة الحدودي هو نقطة المغادرة للقادمين من دول مجلس التعاون باتجاه الأراضي الأردنية أو السورية أو اللبنانية. وأشار إلى أن المحطة التي يعمل فيها تستقبل خلال اليوم الواحد مئات السيارات المغادرة والقادمة، مبينا أن الطلب يزداد هذه الأيام بسبب الإجازة الصيفية وكثرة المصطافين الراغبين في قضاء الإجازة في الدول العربية المجاورة، إضافة إلى عودة المغتربين إلى بلادهم خلال فترة الصيف. 100 ألف لتر وأفاد أن محطته تصرف يوميا ما بين شاحنتين إلى ثلاث شاحنات سعة الواحدة منها 32 ألف لتر أي بمعدل يومي يصل إلى 100 ألف لتر من البنزين، مبينا في ذات الإطار أن المحطات الكبيرة في الحديثة يصل معدل التصريف فيها إلى ضعف الكمية التي تستهلكها المحطة التي يعمل بها وذلك بسبب صغرها وأيضا كونها آخر محطة في الأراضي السعودية فيما يسبقها بعدة مئات من الأمتار ثلاث محطات كبيرة. وأوضح أن النوع الأكثر طلبا من قبل سائقي السيارات خاصة الصغيرة منها هو على بنزين 91 أوكتان، مؤكدا أنه ينفد بسرعة من المحطة قبل النوع الآخر 95 أوكتان ما يضطر المسافرين إلى التعبئة من النوع الثاني رغم فارق السعر إلا أنه يقل كثيرا عن سعره خارج السعودية. وتابع أن ذات الحال ينطبق على الشاحنات والحافلات التي تعمل على الديزل حيث تسعى إلى التزود بالوقود قبل مغادرة الأراضي السعودية نظرا لارتفاع قيمة اللتر في الأراضي الأردنية لعدة أضعاف. الفرق 214 ريالا إلى ذلك قال لؤي السيسي (سائح سعودي قادم من المدينةالمنورة) ل “شمس” إنه اعتاد على قضاء الإجازة الصيفية برفقة عائلته في الأردن وسورية، مضيفا أن سيارته تستهلك كميات كبيرة من الوقود لذلك يحرص على التزود من المحطات الأخيرة في الحدود بأكبر كمية ممكنة من أجل أن يستفيد منها لأطول مسافة خارج السعودية قبل أن يضطر إلى شرائه بسعر مرتفع جدا في الأردن. وأوضح أن رخص سعر البنزين في السعودية من بين أفضل النعم الكثيرة التي حبا الله بها السعودية، إذ إنه يضطر لملء خزان وقود سيارته من نوع فورد اكسبدشن في الأردن أو سورية بما يعادل 270 ريالا في حين لا يتجاوز ملء الخزان في السعودية 56 ريالا. مصروف ل(التناكي) من جانبها ذكرت عاتكة طعمة (مقيمة في السعودية) أن أسرتها خصصت مبلغا لمصروف البنزين، مشيرة إلى أنه يشكل نسبة لا بأس بها من إجمالي المصروف المخصص للإجازة وذلك بسبب كثرة استخدام السيارة في التنقل بين المدن لزيارة الأهل والأقارب، إضافة إلى الذهاب للمنتجعات السياحة خلال الإجازة. وأوضحت دانية بخاري (سائحة سعودية) أنها اعتادت قضاء الإجازة في عمان كونها باردة نسبيا مقارنة بجو الصيف في السعودية إلا أن أكثر ما يرهق كاهل أسرتها ارتفاع المصاريف سواء في الإيجار أو المطاعم أو تمويل السيارة بالبنزين.