أنشئت بحيرات التبخير في رفحاء لحفظ المياه غير الصالحة للاستخدام، الصادرة من معالجة مياه المشروع الحكومي؛ إذ تتبقى كميات ناتجة من المعالجة ليست بصالحة للاستخدام البشري ولا الصناعي، كونها تحوي مواد كيميائية ضارة، وإثر ذلك عملت مديرية المياه في رفحاء منذ وقت بعيد على إنشاء هذه البحيرات وسط أحياء لم تكن قائمة آنذاك لكنها اصبحت الآن مركز المدينة؛ ما حوّل تلك البحيرات إلى مستنقعات ضارة، على عدة أصعدة. وعلمت بلدية المدينة بمدى الأخطار المترتبة على تلك المستنقعات، فخاطبت إدارة المياه لوضع حل لها، واقترحت الإدارة وضع آليات معالجة للبحيرات، غير أن البلدية رفضت الاقتراح وأشارت إلى وجوب التخلص منها تماما، ومنحت مديرية المياه أرضا خارج النطاق العمراني في رفحاء لتنشئ بها بحيرات بديلة في ذلك الموقع البعيد ويمكن للمياه هناك أن تتبخر بهدوء دون أن تسبب أضرارا للساكنين، لكن هذا المشروع لم يفعّل بعد، وما زالت البحيرات داخل الأحياء قائمة. ويتمثل ما سبق في جزء من المشكلة، أما الجزء الآخر فقد ظهر أخيرا مع بدء عمليات السفلتة في رفحاء، حيث تلجأ صهاريح وزارة النقل إلى تلك البحيرات لأخذ الماء منها، كونه مجانيا وقريبا من مناطق العمل في الأحياء، وهذا خلق مشكلة جديدة لساكني الأحياء تتمثل في امتلاء أحيائهم بالصهاريج، وتحطيم حواجز تلك البحيرات؛ ما جعلها تتسرب نحو الخارج؛ وهو ما أدى إلى إيقاع ضرر حاد على المواطنين يتمثل في انتشار تلك المياه الملوثة بين منازلهم. وتبلغ مساحات بحيرات التبخير الإجمالية 245 كلم مربع وتستقبل يوميا 235 صهريجا من حجم 20 مترا مكعبا. وعلق وطبان التمياط رئيس المجلس البلدي في رفحاء بتأكيده أن المجلس ناقش هذه الإشكالية في اجتماعاته وخاطب وزارة النقل وفرع وزارة المياه، وأوضح أن المجلس طالب وزارة النقل على وجه الخصوص بمنع مقاوليها من نقل مياه البحيرات واستخدامها في مشاريع الطرق؛ كون هذه العملية تسبب أولا خطرا على الساكنين قرب تلك البحيرات وإزعاجا وضررا. وكون المياه أيضا غير صالحة للاستخدام في المشاريع لاحتوائها على مواد كيميائية تغيّر من طبيعة الماء وتفاعلاته.