يعتبر موسم الصيف الذي بدأ فعليا هذا الأسبوع هو موسم الزواجات والإيذان بانضمام آلاف العرسان إلى قوائم المتزوجين؛ حيث تنوي أعداد كبيرة من الشباب اعتزال حياة العزوبية بإعلان الدخول إلى القفص الذهبي بشكل رسمي.. وفي الوقت الذي يتضح من إفرازات التفاعلات الاجتماعية المختلفة أن تكاليف المهور انخفضت بنسب متفاوتة نتيجة اتفاقات عرفية قبلية.. فإن ما يبدو عند الحديث عن تقديرات تكاليف الزواج بشكل عام يُظهر وبجلاء أنها ما زالت مرتفعة مقارنة بدخول المقدمين عليه وبالأوضاع المعيشية العامة. وأظهر استطلاع أجرته »شمس« في عدد من مدن ومناطق السعودية أن متوسط تكاليف الزواج ما زال في حدود تتراوح بين 150 و170 ألفا موزعة إلى: (المهر من 40 إلى 45 ألفا الذهب والشبكة من عشرة آلاف إلى 20 ألفا السفر من عشرة آلاف إلى 20 ألفا ليلة الزواج من 40 إلى 50 ألفا تأثيث وإيجار بيت الزوجية من 30 إلى 50 ألفا). هذا بخلاف تكاليف وسيلة مواصلات؛ إذ يستلزم الانتقال للحياة الزوجية وجود سيارة لدى الزوج. كما أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من العرسان المتزوجين يلجؤون إلى الاقتراض لتوفير نسبة كبيرة من تكاليف الزواج حيث تحتل القروض البنكية مرتبة أولى بين مصادر تمويل الزواج. إضافة إلى السيارات (تشترى تقسيطا وتباع نقدا) وقروض من بنك التسليف وقروض من جهات العمل في القطاع الخاص كما يستفيد البعض من قروض المشروعات الخيرية للزواج.. هذا ولم تشمل العينة المجرى عليها الاستطلاع غير سعوديين؛ إذ عادة ما تنخفض التكاليف كثيرا مقارنة بتكاليف الزواج السعودي. وأظهر الاستطلاع أيضا أن عددا كبيرا من المقبلين على الزواج يلجأ إلى أكثر من وسيلة من الوسائل السابقة. كما يظهر من ضمن مصادر تسديد وتغطية تكاليف الزواج (الرفد أو الإعانة أو المعونة)، وهي مساهمة مالية يقوم بها معارف وزملاء وأقارب العريس؛ حيث أوضح الاستطلاع أنها تسهم في توفير مبلغ يتراوح بين عشرة آلاف و40 ألف ريال. ومن غرائب ما أظهره الاستطلاع أن أغلب المتزوجين يقدمون على الزواج بينما لا يكون بحوزته سوى بقايا من بضعة رواتب لا تساوي نسبتها 20 في المئة من التكاليف الإجمالية للزواج (كحد أعلى).. ويؤكد العرسان أن التشجيع والإحراج والضغوط العائلية تلجئهم إلى الإقدام على الزواج رغم عدم توافر المبالغ الخاصة به. هذا في حين تتزايد تحذيرات اجتماعية من قبل متخصصين في المشكلات الأسرية من أثر الديون في مستقبل تلك الأسر التي تبدأ حياتها الزوجية بديون وقروض؛ إذ عادة ما يستمر سدادها لسنوات تصبح الأسرة تحت كاهلها عرضة للوقوع في حرج عدم المقدرة على توفير متطلبات العيش ومستلزمات الحياة الضرورية.