أصبح الرقم 30 سمة أساسية وملازمة لغالبية المسلسلات الخليجية والعربية، وجميع قصصنا الدرامية تحتاج إلى 30 حلقة؛ حتى تكتمل، في صورة مضحكة ومثيرة في الوقت نفسه؛ لأن الأمر تعدى حدود المعقول، ولجأ القائمون على الأعمال إلى (التمطيط) في بعض الحلقات؛ للوصول بها إلى هذا الرقم.. لا ندري ما السر في ذلك حتى أصبحت جميع أعمالنا الدرامية الكوميدي منها والتراجيدي يفصَّل على مقاس 30؟! هل هي ضغوط من المعلنين على القائمين على تلك الأعمال، أم أنها رغبة كامنة في النفوس للحضور لمدة شهر؟! أو السر في كثرة القنوات أم غير ذلك من الاحتمالات؟! “شمس” بحثت عن سر الرقم 30، وطرحت هذه التساؤلات على عدد من المختصين في الكتابة الدرامية.. الكاتب الواعي لا يفعلها في البداية علق الكاتب سعد المدهش على الموضوع بقوله: “العمل لا يقيم عمره في 30 حلقة، وأستغرب مثل هذه الأعمال التي تقحم بعض الخطوط وتحاول التمطيط إلى أن يصل إلى الحلقة 30، وهذا الأمر يضعف المسلسل في حبكته وتناوله للقضايا”، وأضاف: “المسلسل قد يكون خماسية أو سباعية فمتى ما انتهى عمر المسلسل في حبكته ينبغي للكاتب التوقف”. وفيما يتعلق بالأعمال التي تعرض في رمضان وتتكون جميعها من 30 حلقة، قال: “قد يكون هناك تداعيات أخرى في رمضان، منها اشتراط المعلن مثلا أن يعلن في أحد الأعمال التي تتكون من 30 حلقة؛ ليضمن ظهور إعلانه طوال الشهر الكريم، أو رغبة من المنتج في عدد الحلقات”، وأوضح المدهش أن الكاتب الواعي متى ما أدرك أن حبكته الدرامية انتهت يقف، إلا إذا كانت القصة تحتمل إضافة بعض الخطوط والتي تضيف إلى المسلسل، وأضاف: “أعتقد أن هذا الأمر من الممكن أن يحدث في الأعمال التراجيدية فقط، أما الكوميدية فإنني أرى أن أقصى حد هو 20 حلقة”. حشو غير مبرر فيما أشار الكاتب ناصر العزاز إلى أن هذا الأمر أصبح مطلبا تجاريا، وقال: “المسألة لم تعد في إطار المنتج أو الكاتب أو حتى القنوات الفضائية؛ لأن الأمر أصبح مطلبا تجاريا بحتا؛ كون القنوات الفضائية ترتبط برمضان”، وأضاف: “نشاهد بعض الأعمال التي تعرض في رمضان تعتمد على التمطيط والحشو غير المبرر؛ ما يفقدها قوتها، فنرى معظم الحلقات مشاهد تعتمد على الموسيقى أكثر من دون وجود سيناريو واضح في حلقة مفرغة من السيناريو والحوار”، وعن دور الكتاب في هذا الموضوع قال: “الكاتب الجيد لا يدخل نفسه في متاهات هذا التمطيط”. سنتجاوز الرقم 30 أما الكاتب عنبر الدوسري فقال: “لست مع الحشو وخلو المسلسل من المضمون والفكرة واللعب على وتر التهريج، وليس من الضروري أن ينتهي المسلسل عند 30 حلقة فمن الممكن أن ينتهي في 45 أو 20 أو 35، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على قصة العمل، ونحن ذاهبون قدما إلى كسر حاجز ال30 حلقة؛ فسنشهد في الأيام المقبلة أعمالا تصل إلى أكثر من ذلك بكثير”، وأضاف: “الأعمال التي تحتمل حلقات أطول هي الأعمال المنفصلة، حيث يُقدَّم في كل حلقة موضوع يختلف عن الأخرى، ولهذا من الطبيعي أن يصل عدد الحلقات إلى 60، أو حتى أكثر من ذلك، لكن الأعمال المتصلة لا تحتمل أكثر من القصة التي يدور حولها العمل وإيصال الرسالة المنشودة منه”.