كشف عبدالملك السناني الأمين العام للصندوق الخيري الوطني لمكافحة الفقر، عن وضع استراتيجية للإنماء الاجتماعي في طريقها للإقرار من المقام السامي، بعد أن أمضى الصندوق نحو عامين في إعدادها لمعالجة الفقر في البلاد وما يتسبب فيه من معاناة للأسر الفقيرة، قائلا: “انتُهي منها الآن، ورفعت إلى المقام السامي لإقرارها، ثم وضعها موضع التنفيذ، كما عُملت الهيكلة الخاصة بالجهاز الإداري والتنظيمي للصندوق، ورفعت إلى وزارة المالية لاعتمادها”. وشدد السناني خلال استضافته في ملتقى إعلاميّي الرياض أخيرا، على أن الاستراتيجية، ستسعى إلى تحويل الشخص المستحق للزكاة إلى دافع لها، من خلال توفير مشاريع اقتصادية صغيرة للأسر الفقيرة لتتحول من خلالها من أسر معوِزة إلى أسر منتجة، قائلا: “إن الصندوق الخيري الوطني هدفه الرئيسي تحول الشخص المحتاج إلى شخص منتج”. ودار نقاش واسع بين الإعلاميين والأمين العام للصندوق الوطني الخيري حول الصندوق وأهدافه ووسائله ونشاطه، أداره الزميل أحمد السهيمي عضو الملتقى، وتطرق النقاش إلى قدرة الصندوق الخيري الوطني في أداء رسالته، وتحقيق أهدافه وغاياته التي أنشئ من أجلها. وذكر السناني أن عمر الصندوق الفعلي عامان منذ تلقيه الدعم الحكومي، نافيا أن الصندوق لا يملك المال، ولكنه في بداياته الفعلية ولديه برامج كثيرة تدرس بأساليب غير تقليدية، وزاد: “الصندوق لا يستخدم أسلوب المنح المباشر، وإلا لما بقيت هللة واحدة فيه، ولكنه يتبنى مسألة التدريب على الإقراض، والتدريب على رفع مستوى فكرة الاقتصاد حتى ينمو ويعود بالعوائد والنفع على الفئة المستحقة، والصندوق لن يقف عند هذا الحد من البرامج غير التقليدية”. وأشار إلى أن الصندوق لا يقدم إعانات إغاثية أو مساعدات نقدية للمحتاجين، بل دوره مساعدة الأسر المحتاجة على إقامة مشاريع اقتصادية وتنموية، من خلال تقديم قروض حسنة لهم. وفيما يخص بناء الصندوق مساكنَ للمحتاجين من ذوي الدخول المتدنية، أوضح السناني أن الصندوق وقع اتفاقية مع مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي بمبلغ تجاوز 375 ألفا كمرحلة أولى، مبينا وجود خطة تشغيلية لتقديم قروض مساكن لا تزال موضع نظر من قبل مجلس إدارة الصندوق ستُقرّ قريبا. وكشف عن عزم الصندوق تقديم ثمانية آلاف منحة تعليمية، رصد لها نحو 78 مليون ريال، لافتا إلى أن هذه المنح التعليمية مرتبطة باحتياجات السوق، واستطرد: “الصندوق قدم أكثر من ثلاثة آلاف منحة تعليمية تتمثل في تخصصات الطب الوقائي، التمريض، والأعمال الحرفية، وهي تخصصات مطلوبة في سوق العمل”. وكشف أن منطقة جازان تعتبر من أكبر المناطق التي يوجد بها ذوو الدخل المحدود، قائلا: “منطقة جازان هي منطقتنا الذهبية وهي الأولى استهدافا في تنفيذ مشاريع الصندوق منذ نشأته الفعلية عام 2002م، فقد نُفذ 423 مشروعا فيها، الرياض 515 مشروعا، ومكة المكرمة 502 مشروع، بإجمالي نحو 4.5 مليون ريال”.