جاء في معاني الحب: (الهيام) وهو جنون العشق، ويطلق على العاشق المستهام الذي استبد به العطش إلى محبوبه، (الشوق) هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره، (الهوى) هو ميل النفس إلى أي نوع تميل أحاسيس قلبك، أو أنه مزيج من معاني الحب مجتمعه.. يحتضن جنون الحب وهو أعقل الناس فيه، ويهيم على وجهه ينشد المحبوب خلف كل الجدران والستور، ويسافر بأفكاره إلى قلب الحبيب ليطرب لخفقاته، فيهوى ويميل عن كل درب لا يتسع لروحه التي حملها جسدان. في الحب اجتمع الأخذ والعطاء دون مفاضلة أيهما الأعظم، الحب زخات المطر التي بيدينا قرار استمرارها، الحب النسيم العليل الذي يستعيد الحياة للقلوب الهامدة. وإني لأرى الحب كحالة استثنائية، وخروج عن العادة؛ فإن كان من المعتاد أن العطشان يشرب والجائع يأكل، فالحب يُضيع ذلك الشعور وذاك، فلا يفتقد صاحبه الشراب أو الطعام، تعودنا افتقاد الناس، وأثبتنا النظرية القائلة “الإنسان كائن اجتماعي”، ومع الحب لا بد من تعديل النظرية؛ فالمحب يضيق ذرعا بالناس، والحياة الهانئة تعني له، إما الحياة في جزيرة ليس عليها إلا الحبيب، أو العيش مع الوحدة لمناجاة أطيافه، وتذكر همسات صوته؛ فنظرية الحب تقول: “الإنسان كائن محب”. البنفسج