الكومبارس هو الممثل الذي يؤدي دورا ثانويا في عمل فني ما، نظير أجر زهيد! ومما لا شك فيه أن بعض الشعراء هم أنفسهم يليق بهم لقب “شاعر كومبارس” وآخرين يلعبون دور البطولة في كل مجلة وفضائية وبرنامج وأمسية، لكن هذا يحتاج إلى فرد مساحات إضافية؛ لذا سأكتفي بالحديث عن الجمهور.. الجمهور الذي من المفترض أنه يمثل العامود الفقري لكل شاعر وكل تجربة ناجحة. لفت انتباهي على هامش تغطية منشورة في إحدى المطبوعات لأمسية شعرية أقيمت في أبوظبي لشاعر المليون زياد إلى جانب شاعرين آخرين، ملاحظة من ضمن عدد من الملاحظات تقول “علمنا أنه تم دفع المال للجمهور الذي حضر” أي تم احضار جمهور بالأجرة! في الحقيقة هذا ليس بأمر جديد، لكن أحيانا يحرضني فضولي لمعرفة ما شعور هذا الكائن الشفاف الذي اسمه شاعر حين يحضر لأجله جمهور؟ يصفق بأمر من مدير المسرح وينصت بأمر منه، والأهم أنه حضر الأمسية لأجل المال! هل يرضي ذلك شاعريته، أو غروره؟ أو يضحك على نفسه والجمهور ويصدق الكذبة؟ ليست أمسية زياد وحدها هي المقصودة بكلامي، فأنا لم أسمع بالرجل إلا كونه فاز بشاعر المليون، ولم أقرأ أو أسمع له يوما.. لكنني هنا أتحدث عن معضلة كبرى، قد تفجر خديعة لطالما انطلت على جمهور الشعر ومتابعي التلفزيونات.. علمت بوجود شركات خاصة لخدمات “الجمهرة” في مدينة الإعلام في دبي ويوجد مكتب مهمته تأمين جمهور للبرامج التلفزيونية أو الأمسيات أو البرامج الفنية والاجتماعية “التوك شو”! ويدفعون على “الراس” 100 درهم! وبالتأكيد تختلف تسعيرة الرؤوس وفقا للحدث ووفقا لنوعية الجمهور؛ فالجمهور النسائي أغلى، والجمهور المدرسي أرخص من الجامعي.. وهكذا. ويكون على الجمهور على سبيل المثال الذي يحضر برنامجا شعريا، أن يصفق أو يتحمس بإشارة من مدير المسرح؛ ما يعني أن التصفيق الحار الذي تسمعونه حين يلقي الشاعر بيتا عاديا، أو صمت الجمهور حين يقول الشاعر بيت شعر مذهلا، يعود لسوء في ذائقة أو فهم مدير المسرح، فهو فوق أي اعتبار ليس خليجيا حتى لو كان يعمل في برنامج خليجي.. هل عرفتم الآن لماذا لا يوجد جمهور في بعض الأمسيات؟ ولماذا يوجد جمهور غبي في بعضها الآخر؟ حتى الجمهور”خربوه”. الله يعينكم يا معشر الشعراء. مريم