تتكدس المكتبات بعشرات الروايات والقصص لمؤلفين وكُتّاب سعوديين، وفي الجانب الآخر تعيش الدراما السعودية أزمة نصوص كبيرة، ما بين المشهد الأول والثاني يفرش الطريق بعلامات الاستفهام والتناقض والغرابة.. أليست الرواية هي حبكة درامية لمجموعة من الأحداث والقصص؟ لماذا لا يتم تحويلها إلى دراما، وتم تحويلها في عدد من البلدان المتطورة التي سبقتنا في الصناعة الدرامية إلى أفلام ومسلسلات؟.. “شمس” فتحت ملف الرواية والتلفزيون على بعض المهتمين بالوسط الأدبي. الرواية أهم من العمل الدرامي الروائي عبده خال أكد أنه ضد تحويل أي رواية من رواياته إلى مسلسل؛ وذلك لجوانب فكرية بحتة؛ حيث إن بين الرواية والعمل الدرامي فجوة كبيرة قد تضيع فيها الحالة الإبداعية للعمل المكتوب. وقال: “في العمل الروائي أنا الكاتب وأنا المخرج وأنا المسؤول عن كل الأحداث، على العكس من العمل التلفزيوني التي تشترك فيه أضلاع كثيرة، ويتسع لأي وجهة نظر”. وأضاف: “كثير من الأعمال التلفزيونية يتم نزع الجوانب الفكرية منها وتقديمها بشكل ممل، ويبقى للروائي الاسم من العمل التلفزيوني الذي يقدم بلا طعم”. وأشار خال إلى أن القارئ الذي يفهم الرواية ويعيش أحداثها قد لا يقتنع ولا يعجبه المسلسل أو حلقاته الذي قد يركز على جانب ويترك جوانب مهمة، وقد يكون أمر تحويل الرواية إلى فيلم مفرحا للبعض ممن لا يستطيعون الحصول عليها مكتوبة، وكثير من الأعمال العربية والعالمية التي تم تحويلها إلى أعمال تلفزيونية كان الجانب الإبداعي يقف بجانب الرواية على حساب الفيلم. الرواية تقضي على الملل وخالفت سمر المقرن رأي الروائي عبده خال؛ حيث قالت: “أنا ليس لدي مانع أن أكتب للتلفزيون، ولم يخاطبني أحد بذلك، وعلى (يدكم)”. وأضافت: “هناك ضعف كبير موجود لدينا بسبب عدم وجود نصوص، وطلب أحد المنتجين تحويل روايتي (نساء المنكر) إلى عمل تلفزيوني وأفضل أن يكون فيلما”. وأشارت المقرن إلى أنه لا يوجد صعوبة في تحويل الرواية إلى عمل مشاهد، “وشجعت هذا التحويل لأنه يقضي على الرتابة السائدة في الوسط الخليجي والقضايا المكررة التي نعيشها”. مع اشتراطها وجود سيناريست محترف، واستشهدت المقرن بروايات نجيب محفوظ التي قتلت من خلال التلفزيون لعدم وجود الوسيط المحترف، الذي ينقل العمل بجوانبه الإبداعية، على عكس رواية (العطر) التي تم تحويلها إلى عمل ضخم.