(الهيئة والناس) أثناء الصلاة حكايات وقصص، اتهامات بين فينة وأخرى تطول أعمال الهيئة، قد تحمل في طياتها جزءا من الصحة، ولكن في جزء كبير منهاهي مجرد أقاويل تنتشر، أو أحاديث مجالس، لا تخلو من التبهير والقيل والقال.. عن آلية القبض على الناس أثناء الصلاة والذهاب بهم إلى مراكز (الهيئة).. هناك سؤال كبير يطرح نفسه.. هل هذا العمل مشروع؟! وما المسوغ للقيام بذلك؟ عن هذه التساؤلات وأخرى توجهنا بالحديث إلى (الهيئة) وكانت إجاباتهم كالتالي.. الشليل: نقبض على المسلمين وغير المسلمين في البداية رفض الدكتور تركي الشليل المتحدث الرسمي باسم فرع مدينة الرياض أن يُتهم أعضاء الهيئة بالقبض على الناس دون دليل، وقال الشليل: “من المهم جدا أن نعرف السبب الرئيسي لتركيز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على قضايا الصلاة ومتابعتها بشكل دائم؛ لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي من الأمور الظاهرة التي تعد من شعائر الدين. وحول الفلسفة التي تتبعها (الهيئة) للقبض على غير المصلين، أكد الشليل أن كل قضية تحل على حدة؛ لأن ظروف كل شخص تختلف. واعترف الشليل بأنهم يقبضون أحيانا على مسلمين وغير مسلمين، ولكن لا بد أن تكون لديهم مخالفة تم الإخلال بها، مبينا أن النظام يمنع العمل أثناء الصلاة مهما كانت ديانة الشخص العامل، وهذه هي القوانين المتبعة في البلاد؛ فعمله أثناء الصلاة يجعل الأمر مسوغا للقبض عليه. المسافر لا نتخذ بحقه الإجراءات وفرّق الشليل لا كما يدعي البعض بين كون هذا المسلم مسافرا أو من أصحاب الأعذار، مؤكدا أن الأعضاء مؤهلون تأهيلا شرعيا مناسبا، ويضعون في الحسبان كون الشخص مسافرا، وكثيرا ما تم التفاهم مع من أثبت بالقرائن أنه مسافر، ولم يُتخذ بحقه أي إجراء، وبين الشليل صعوبة التفريق بين المسافر والآخر، لكن هم يبحثون عن القرائن. المناصحة ثم التعهد والشرطة وحول الإجراء الذي يتخذ في حق من يقبض عليه، أوضح الشليل أنه في المرة الأولى يناصح ولو لم تنتهِ الصلاة، ويؤمر بالذهاب إلى المسجد مباشرة، أما لو انتهت الصلاة فيتم إخضاعه لكتابة تعهد بعدم التكرار في المرة الأولى، ويحال إلى الشرطة في حال تكرار منه هذا الأمر أكثر من مرة واحدة، وأشار إلى أن (الهيئة) تحرص على أن يلحق بالصلاة دون أن يتم التعرض له، وفي ختام حديثه أكد الدكتور الشليل أن (الهيئة) كجهاز رسمي يقوم بدوره المطلوب منه، وقال: “إن كان له عذر سواء كان من غير المسلمين أو من المسلمين أصحاب الأعذار ولا يرغب في أن تقبض عليه الهيئة، فعليه ألا يبرز أمام الناس، وينزوي في أي مكان، وليثق أن الهيئة لن تتبعه، أما أن يكون أمام الناس، ويمارس أي عمل كان، فهنا لا يمكن أن يطلب من (الهيئة) أن تتجاوز عنه أو تغض الطرف عن سلوكه وما يمارسه”. عضو ميداني: الرسول لم يعذر أحد الصحابة من جهته، أوضح عضو ميداني في أحد فروع هيئات الرياض أنهم يحرصون كثيرا على توعية هؤلاء الشباب وتنبيههم إلى وقت الصلاة أولا، ولكن مع هذا قد لا يسمع بعض الشباب هذا النداء فنضطر إلى توقيف الأشخاص الذين نراهم وقت الصلاة، وأن مع كل هذا لا يعذر من وقف بجوار مركز وهو مغلق، بحجة انتظاره حتى يفتح وهو يسمع الصلاة؛ لأنه في ختام الأمر لن يستفيد شيئا من وقوفه، بل على العكس سيكون عرضة للشك والريبة حتى من الناس العاديين الذين يمرون به وهو لم يدخل معهم المسجد. موقف الرسول دليل على ما نقوم به واستشهد العضو بموقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى أحد الصحابة يقف داخل المسجد وليس خارجه، ولم يدخل في الجماعة، ومع أنه صحابي وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في رحله، فلم يعذره عليه الصلاة والسلام، بل أمره أن يدخل معهم إلى الصلاة. البعض يحاول خداعنا ثم ما الذي يضر هذا الرجل أن ينتظر في سيارته مثلا أو في بيته لو كان صلى فعلا، حتى انتهاء الصلاة، ومن ثم يذهب إلى حيث شاء، على اعتبار أن المحال في الأصل مغلقة أثناء الصلاة، وأكد العضو الذي رفض ذكر اسمه أن كثيرا من الشباب يدعي أنه صلى في مسجد آخر وعندما يطلب منه تسمية المسجد لا يجد جوابا، أو حتى يصف الطريق إليه، ونبه العضو إلى أنه على من يمارس هذه التعمية للخروج من الموقف الذي وقع فيه أن يتذكر موقفه من الله عز وجل يوم القيامة؛ فهو قد يخدع الآدميين ولكنه بالتأكيد لن يستطيع خداع رب العالمين، وأكد العضو أن القيام بهذا الأمر هو من قبيل حث الناس على أداء الواجبات التي أمر الله بها، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أناسا من أمته يدخلون الجنة بالسلاسل، والسبب أنهم كانوا يقهرون لفعل الخير قهرا، وفي ختام الأمر يجب أن نتأكد أن الفائدة هي لهذا الشخص؛ لأنه وجد من يعينه على طاعة الله عز وجل.