الشريطية.. وما أدراك ما الشريطية.. يشتكي منهم الزبائن، كما يشتكي منهم أصحاب المعارض.. والكل متفقون على شيء واحد؛ هو عدم الثقة بما يقولون.. لكن الجديد هو ارتكابهم من أنواع البيوع ما حرم الله.. وتلقي الركبان والنجش والخداع وإخفاء العيوب والمزايدة من دون نية الشراء؛ كل تلك البيوع هي مما حرم الله.. وهي أنواع تكتظ بها حياة البيع والشراء بحراج السيارات.. وعلى أيدي بعض الشريطية تحديدا. ”شمس“ نزلت إلى حراج السيارات، والتقت الزبائن والشريطية وأصحاب مراكز الفحص، وأصحاب المعارض وشيخهم.. كما التقت الفقهاء ورجال القانون؛ للوقوف على حقيقة ما يجري في سوق السيارات، ومدى شرعيته! غير موثوقين في البداية التقينا حسن علي، لديه سيارة ويريد بيعها في معارض السيارات؛ يقول حسن: “الشريطية هنا لا يمكن أن أثق بهم؛ لأنهم يسومون سيارتي بمبلغ أقل من سعرها الأصلي”. ويضيف: “خبرتي البسيطة في السيارات علمتني كيف أتوقع السعر الأصلي للسيارة، ولا أبيعها إلا بالسعر الذي تساويه”. ويذكر أن “هؤلاء الشريطية يبخسون سعر السيارة، ويظلون يعيبونها، ويشككون في محركاتها وشكلها الخارجي”. ويوضح حسن: “كلام الشريطية غير صحيح، فالمشتري الصادق هو من يقدّر سعر السيارة بعد فحصها بالقيمة المعقولة التي ترضي الطرفين”. ويضيف: “يثيرني فعلا قيام بعض الشريطية بمطاردتي بسياراتهم في المناطق المحيطة بالمعارض، وكأنهم شرطة، فإذا استوقفوني يسألونني هل السيارة للبيع؟.. فأرد عليهم بأنها ليست للبيع؛ لأن هذا التصرف فيه عدم مبالاة مع أني في حاجة إلى بيع سيارتي، لكن لا أحب هذه الطريقة العشوائية”. ويؤكد: “أنا لدي قاعدة، هي (ابتعد عن الشريطية وأنت الكسبان)”. قطاعو أرزاق ويقول تركي بن محمد (صاحب معرض): “هؤلاء الشريطية قطعوا أرزاقنا”. ويضيف: “نحن ندفع مبالغ ضخمة قيمة إيجارات معارضنا، وهم يتصيدون الزبائن على مداخل المعارض”. ويوضح: “هذا الشيء لا يرضي الله؛ لأنه من الحسد”. ويؤكد: “ثقة الزبائن هي بأصحاب المعارض؛ لأن محالنا معروفة، وسمعتنا جيدة”. ويضيف: “لا يخفى على أحد أن للشريطية طرقا عدة لاصطياد الزبائن، منها النصب والاستغلال والاحتيال”. ويذكر أن “هذا يسيء إلينا كأصحاب معارض، ويفقد الزبون الثقة فينا؛ لأنه ينظر إلينا وإليهم بمنظار واحد”. ويتساءل تركي: “أين دور المرور من هذا؟”. ويضيف: “لقد انتشروا وأصبحوا يقفون عند أبواب معارضنا من الخارج، من دون مراعاة للمهنة والسمعة الطيبة”. ويقول: “هذا قد يسبب مشكلات بين الشريطية وأصحاب المعارض المستائين من تصرفاتهم”. ويتمنى أن “يكون لشيخ المعارض دور بارز مع المرور في التصدي لهؤلاء”. زيوت الخداع من جهة أخرى؛ يقول عبدالرحمن العنزي، أحد الذين يبحثون عن سيارة لشرائها: “آتي يوميا إلى المعارض؛ للبحث عن سيارة تناسب المبلغ الذي معي، بحيث تكون نظيفة”. ويوضح: “أحاول أن أعرف أسعار السيارات؛ لكي لا أخدع بسهولة من الشريطية”. ويقول: “لدي قناعة عندما أشتري السيارة، بأن أذهب بها لفحصها عند أحد المراكز المتخصصة بفحص السيارات، فهي من يعطيك النتائج عن حالة السيارة، خصوصا عندما يكون بها خلل ما، فلديهم أجهزة كمبيوتر دقيقة تبين حالة السيارة”. ويؤكد: “بعض ضعاف النفوس يضعون زيوتا في السيارة، عندما تكون الماكينة (مبوشة)، وتحتاج إلى توضيب، لكي تمنع الزيوت أدخنة الماكينة من الخروج من الشكمان، ويتمكنون من غش الناس”. مزايدة لا شراء ويذكر منصور المطيري، أحد عشاق تغيير السيارات: “أحب تغيير سيارتي باستمرار؛ لتتواكب مع الموديلات الحديثة”. ويضيف: “السوق علمتني أساليب غش بعض الشريطية، منها: الحلف بالله على أن السيارة خالية من العيوب في حالة بيعهم، أو أن سيارتي لا تساوي المبلغ الذي أريده في حالة شرائهم”. ويقول: “وعندما يفقد الشريطي الأمل في شراء أي سيارة، فإنه يزايد بسعرها، وهو لا يرغب في شرائها؛ حتى أطمع بأن سيارتي قد تساوي أكثر، بحيث إذا دخلت السوق، اكتشفت أنها لا تساوي هذا المبلغ الذي أعطاني إياه، فإذا رجعت إليه قال لي إنه لا يريد شراءها؛ لأني لم أبعها له في المرة الأولى”. ويوضح أن “المسألة هي حقد؛ لأني لم أبعها له، وهذا يجعلني أفقد الثقه بهم”. وللشريطية رأي أبوخالد (شريطي) يقول: “هناك من يسيء إلى سمعة الشريطي بالوقوف، وتلقي الركبان، وهؤلاء جديدو العهد بالمهنة”. ويضيف: “لو دققنا أكثر لوجدناهم من الشباب الذين يرغبون في الربح السريع، دون النظر في باقي الأمور، وبهذا يشوهون سمعة الشريطي. ويوضح: “أما أنا فتربطني علاقة بكثير من أصحاب المعارض، ولا أقبل أن أقف على باب أحد منهم، لكن أتجول في الحراج المخصص لبيع السيارات”. ويقول: “لو كتب لي رزق لما أخذه غيري”. ويذكر أبوخالد: “أما الحراج على السيارة والمزايدة عليها، فكثير من الناس يجهل شروطه”. ويوضح: “معنى التحريج أنه لو وقف المزاد عليك، فإنك تشتري السيارة بحالتها الراهنة سواء صالحة أم بها عيب”. ويضيف: “البعض يعتقد أن هذا غش”. ويذكر: “يزعجنا صغار السن الذين يطاردون أصحاب السيارات لشرائها للمعرض التابعين له، وكذلك قيادة السيارات التي ليست بأسمائهم، التي اشتروها سابقا، والمطاردة بها، والسرعة في شوارع المعارض؛ ما يسبب الخطر لهم ولمرتادي السوق”. ويطالب أبوخالد بأن “يكون الشريطي ذا خلق ودين، وأن يلتزم بالنظام كغيره، وأن يحرص على سمعته التي صارت في الحضيض؛ بسبب من لا يفقهون في البيع والشراء”. الفحص مهما كلف ويذكر جمال أبوالعز، مسؤول أحد مراكز الفحص والصيانة: “يأتي إلينا من يرغب في شراء سيارة لفحصها بالكمبيوتر، والاطمئنان على محركها، وغيره”. ويضيف: “هذا من حق من يريد الشراء ليطمئن قلبه، ويعلم بما في هذه السيارة من عيوب، وبعد ذلك يكون له القرار بالشراء أو التراجع”. ويعرب أبوالعز عن أسفه لمن يشتري السيارة من دون فحصها، ويثق بكلام الشريطي وحلفه، ثم يكتشف أن عيوبها كبيرة مقارنة بسعرها. ويقول: “بعدها يتمنى لو ذهب بها إلى أحد المراكز المتخصصة لفحصها، لو كلفه ذلك أكثر من اللازم”. وينصح أبوالعز من يريد شراء سيارة مستعملة بفحصها، قبل شرائها؛ حتى لا نندم على الخسارة”. وعن أسعار الفحص، يوضح أبوالعز: “أسعار فحص السيارة تترواح من 200 ريال لفحص المحركات و500 ريال لفحص السيارة بالكامل”. ويضيف: “يختلف السعر من مركز إلى آخر حسب الأجهزة المتوافرة بالمراكز وجودتها، وكذلك على حسب العمالة المتوفرة وخبرتها في هذا المجال”.