شهدت الدراما السعودية في الفترة الأخيرة تغيرا كبيرا في نوعية الطرح، والاعتماد على مناقشة المشكلات الاجتماعية بجرأة كبيرة، تسببت في ردود فعل مؤيدة ومعارضة لهذا الخط الدرامي الجديد على المشاهد السعودي، الذي ركز فيه المنتجون على التسويق لأعمالهم بالطريقة التي يرونها أكثر جذبا وربحية في ظل استقطاب السوق السعودية عددا من المسلسلات الدرامية من بعض البلدان.. عن الدراما والجرأة الموجودة فيها توجهنا بأسئلتنا إلى عدد من النقاد والمنتمين إلى الوسط الفني السعودي.. السحيمي: نتيجة أخطاء كانت البداية مع الناقد والكاتب الصحافي محمد السحيمي، الذي علق على الموضوع قائلا: “لا أظن أن المتابع بشكل جيد للحراك الفني السعودي يستغرب هذه الجرأة في الطرح وتصوير المجتمع السعودي بغير ما هو في الواقع، وتحويل النشاز إلى ظاهرة تمثل الشريحة الأكبر للمجتمع؛ فكل ذلك نتيجة متوقعة لخطأين فادحين ارتكبناهما قبل 30 عاما على الأقل: الأول هو عدم إنشاء معاهد وأكاديميات متخصصة تعلِّم الفن والدراما على أسس علمية تكرِّس فيمن يتصدى للعمل الفني الوعي بأهمية رسالته، وبحجم مسؤوليته الوطنية والاجتماعية، فتركنا الأمر لاجتهاد أفراد بعضهم لا يفقه في الفن والدراما شيئا، فماذا تتوقع منهم؟”، وأضاف السحيمي: “الخطأ الفادح الثاني هو تكريس الفكر الرقابي الخاطئ، الذي عزل الفنان عن مشكلات مجتمعه؛ لأن الرقيب لا يسمح بنقاش تلك المشكلات؛ لما تسببه من صداع له شخصيا! وكان الأولى أن تكون الرقابة مؤسساتية يشترك فيها التربويون والإعلاميون والمخططون لسياسة البلد في المجالات كافة. أما الحل لمثل هذه “الأشياء” فلن يكون بمنعها، بل العكس لا بد أن تنفذ وتعرض؛ كونها دما فاسدا لن يزيدنا حبسه إلا مرضا”. النمر: الأعمال وقحة وفي السياق نفسه تحدث الفنان عبدالمحسن النمر، وذكر أن ما يعرض الآن في بعض الفضائيات من أعمال سعودية هي ليست جريئة بقدر ما هي (وقحة)، وما يعرض الآن خارج عن نطاق الغيرة الوطنية، وما يصور ما هو إلا تجنٍ على أخلاقنا وقيمنا، واستشهد النمر بمسلسل الساكنات في قلوبنا، وقال: “هذا المسلسل يصور المرأة السعودية وكأنها سلعة رخيصة، تداس وتهان وتضرب وتغتصب، ومن الأحرى أن تتم تسميته (الساكنات تحت أقدامنا)”، وأضاف: “عُرِض عليّ العمل في هذا المسلسل ورفضت، على الرغم من أن القائمين عليه دفعوا لي مبالغ طائلة، والمستغرب تجاوز العمل للخطوط الحمراء بكل سهولة”؛ واستغرب النمر أخذ أحداث وقوعها لا يتجاوز ال10 في المئة في المجتمع وتضخيمها وتهويلها، من دون مراعاة للعوائل التي تشاهد هذه الأعمال مثل (الساكنات) و(أسوار)، مؤكدا أنه يحرص على زوجته وأولاده على عدم مشاهدة هذه الأعمال المسيئة. الحمود: ليسوا محترمين من جهته تحدث المخرج عامر الحمود عن ظاهرة الجرأة في المسلسلات السعودية، ذاكرا أنه لا يمكن أن يقوم بإخراج أعمال على هذه الوتيرة من الطرح، وقال الحمود: “المخرج المحترم لا يرضى أن يشرف على أعمال تخدش الحياء، ومبادئي وأخلاقي تنافي هذه المسلسلات”. وأضاف الحمود: “أنا هنا لا أبدي رأيي بقدر ما أتكلم عن نفسي، ولو دفعت لي مبالغ طائلة في سبيل إخراج أحد هذه الأعمال”.