لا غرابة في أن كل إنسان يحمل بداخله حبا لأسرته المحيطة به، ثم لعائلته القريبة، وبعدها لعائلته الكبيرة من أبناء عمومته وممن ينتسبون إليها. وما من شك في أن الاجتماعات الدورية التي تعقدها العائلات بصفة مستمرة لها أثر إيجابي ومردود اجتماعي كبير في تقوية الأواصر، وتوطيد العلاقة بين أفراد العائلة الواحدة، ومن ثم على المجتمع بأسره. ونتج من مثل هذه الاجتماعات تكوين صناديق يتم من خلالها جمع مبلغ مستمر سواء كان ذلك شهريا، أو دوريا، أو سنويا؛ ما يؤدي إلى مبلغ إجمالي كبير ينفق منه على أفراد العائلة المحتاجين، ومن يتعرض لفاقة، أو عوز، أو حاجة ماسة مفاجئة؛ ما ينتج من حوادث أو حروق أو غيرها من المصائب التي يتعرض لها الإنسان. ولاحظت أخيرا أن الكثير من العائلات اهتمت بتنظيم هذه الملتقيات العائلية سواء في المنازل أو الاستراحات، أو بأحد المتنزهات. وأثمرت هذه الملتقيات نتائج إيجابية، تمثلت في توطيد أواصر العلاقة بين هذه الأسر التي فرَّقتها ظروف العمل أو الدراسة، وشكلوا لوحات جمالية جميلة عكست الوجه المشرق لهذه الأسر، فتجد أبناء العمومة الكبار، الذين لهم سنون عدة لم يلتقوا، يتبادلون التحايا، ويستفسر كل من الآخر عن أحواله، فيما تجد على الجانب الآخر الأطفال وهم يلعبون بكل فرح وسرور، ويلتقون بأفراد عائلاتهم ويتعرفون عليهم. ومن دون شك فإن تفعيل مثل هذه الملتقيات العائلية وعقدها بشكل دوري، أو عندما تكون الفرصة سانحة لها، تزيد من الترابط الأسري، وتفتح الكثير من أبواب الخير التي يمكن أن تعود بالنفع والفائدة على الجميع.