قبل كم يوم كنت عامل فيها مثقف، صحيت بدري ورحت للبقالة خميت كل الجرايد اللي عنده، يوم راعي البقالة قعد يطالع فيني: صاحي والا مجنون هذا؟ يحسب اني من الناس اللي يمشون وهم نايمين ويسوقون سياراتهم والا يشترون من السوق؛ لأنه ما عاد فيه ناس بهالزمن تخم الجرايد كلها، اشتر جريدة وحده وما عاد تحتاج الباقي، كنت ناوي ازعط بزعم اني مثقف، والمثقف شلون ينعرف اذا ما خم الجرايد كلها، جلست على مقهى مطل على شارع كل السيارات اللي فيه تمرك كنها فشقه (امحق منظر)، ولا فيه على هالشارع ولا شجره، ما غير بلك مقطوط تاركته الشركة اللي دايم تحفر الشوارع ثم ترجع تحفرها مرة ثانية، وقاطين البلك عشان يرجعون له بعد كم شهر، قريت كل الجرايد بربع ساعة، ما فيها شي، ثم تحسفت على القروش اللي دفعتها فيها قلت لازم ارجع اقرأ كم واحد يكتبون فيها، يمكن انهم تسنعوا وقاموا يكتبون من قلب، طاحت عيني على عنوان طاح قلبي يوم قريته، كاتب حاط حرته بالشعر العربي ويسبه ويقول إنه شغله فيها انحطاط وتخلف، وماني عارف كيف من سب قوي ما تسمعه الا في المضاربات، وقال ان الشعر ما صار له قيمه الا بزمن ضعف العرب وانحطاطهم، ونسى ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مدح حسان بن ثابت وشجعه، وانه عليه السلام وهو افضل الخلق واشرفهم وفي افضل واشرف زمن سمح لشعراء يقولون قصايدهم في حضوره، مع اني ماعرف اكتب قصيدة ولاني بذاك الزود في الفصحى، ودايم يناقرني مدرس القواعد عشاني عجزت افرق بين المعطوف والمعطوف عليه، بس الحين عرفت المعطوف عليه الله يرد له مخه!