في جريمة ربما تكون الأولى من نوعها في السعودية، هاجم مواطن أمس قريبا له يعمل معلما في مدرسة (أبي زيد) المتوسطة والثانوية الواقعة في شارع الحج بمكة، قبل أن يرديه قتيلا برصاصتين أطلقهما عليه أدتا إلى وفاته قبل نقله إلى المستشفى. وتعود التفاصيل إلى الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس، عندما فوجئ معلمو المدرسة الكبيرة وطلابها بأصوات الطلقات النارية، وأصيبوا بالذهول عندما شاهدوا زميلهم ومعلمهم غارقا في دمائه وسط الساحة الداخلية. وقد أبلغت إدارة المدرسة الشرطة على الفور وكذلك إدارة التربية والتعليم فوصلت فرق من الشرطة مزوّدة بمحققين وخبراء أدلة جنائية، وكذلك أرسلت إدارة التعليم مندوبين منها لمتابعة الحالة؛ كونها وقعت داخل فناء المدرسة. وقد نقل المعلم واسمه (فايز الشنبري) عبر الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بحي الزاهر، لكنه فارق الحياة عند وصوله المستشفى، فيما اعتقلت الشرطة القاتل، وهو محتجز الآن قيد التحقيق المكثف. وقال الرائد عبدالمحسن الميمان الناطق الإعلامي بشرطة مكةالمكرمة، إن القاتل سيسلّم قريبا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإعداد لائحة اتهامه بعد ثبوت مسؤوليته عن جريمة القتل. وأوضح أن قسم شرطة الحي بجرول، رفع الآثار والأدلة من موقع الحادثة. ومن جهتها أبدت إدارة التربية والتعليم للبنين في مكة، على لسان بكر بصفر مدير التعليم، حزنها على مقتل المعلم بهذه الطريقة، وأبدى بصفر ثقته بسير الإجراءات الأمنية للاقتصاص من القاتل. وأوضح بصفر أن المدرسة تأثرت بالتأكيد بجريمة القتل التي وقعت في فنائها، مشيرا إلى أن اثنين من الطلبة نقلا إلى المستشفى بعد مشاهدتهما الجريمة من بدايتها، وأصيبا إثر ذلك بحالة نفسية وعصبية تطلبت إرسالهما للمستشفى. وأكد بصفر أن إدارة التعليم ستبعث بمختصين نفسيين واجتماعيين للاجتماع بمنسوبي المدرسة وطلبتها وإعادة الاستقرار النفسي لهم بعد الحادثة المرعبة.