إن المصدر الوحيد للمنتخبات الوطنية بجميع ألعابها هي الأندية، وعندما نرى أن أحد هذه المنتخبات لم ينجح في الوصول إلى النهائيات وخرج من الأدوار الأولية فالعتب يقع على النادي بعدم اهتمامه بهذه اللعبة. والألعاب الرياضية غير كرة القدم مكلفة جدا جدا، والملاحظ أن من يحصل على بطولات هذه الألعاب لا تتعدى أندية معينة، ومعروفة بأن هذه الأندية التي حققت بطولات الألعاب الرياضية المختلفة يترأسها أحد أعضاء شرف هذا النادي ومهتم بها ويصرف من جيبه الخاص، أو أن هذا النادي معروف بأنه فقط يهتم بهذه اللعبة. ومن الملاحظ أن تكلفة ومصاريف إحدى هذه الألعاب عند إقامة معسكر للمنتخب لهذه اللعبة وإشراكه في بطولة إقليمية فإن تكلفتها تساوي ميزانية النادي أو أكثر أو أقل بقليل. ولا أعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبخاصة المسؤولين المباشرين للأندية الرياضية تعرف تماما مشاكل هذه الأندية المادية حتى تقوم بعملها على أكمل وجه. ألم يحصل أي إجماع بين مسؤولي الأندية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبين مجلس إدارة الأندية لحل الأزمة المالية التي تواجهها هذه الأندية؟ أليس النادي مسؤولا عن هذه الأنشطة الرياضية التي يختلف عددها من نادٍ إلى نادٍ آخر، أليس النادي مسؤولا عن إنتاج لاعبين لخدمة المنتخبات الوطنية؟ إن ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب المقررة لهذه الأندية لا تساوي ربع ميزانية النادي لكرة القدم فقط. أصبحت كرة القدم الآن واجهة حضارية كبيرة جدا من ضمن الحضارات الأخرى التي تصرف لها الدول ميزانيات كبيرة، ولها إعلام قوي جدا حتى يصل شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. لن تكون الميزانية الآن مثل قبل خمس سنوات أو عشر سنوات أو 15 سنة، بل هي في زيادة سنوية كبيرة وتتحمل الأندية وعلى عاتقها أكثر من ثلثي الميزانية المقدرة لهذه الأندية. ألم يحن الوقت الآن لزيادة ميزانيات الأندية إلى الضعف أو أن هناك اقتراحا آخر بتحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ميزانية الألعاب المختلفة والأنشطة الثقافية؟ حتى وإن نجحت الأندية بتوفير المادة عن طريق الإعلانات والدعايات، ولكن على الرئاسة الوقوف مع الأندية وبالذات في الألعاب المختلفة. فقد أصبحت الألعاب المختلفة بوابة ثانية للإعلام الخارجي، نحن نشاهد ونسمع البطولات الإقليمية والعالمية، ومنتخباتنا قليلة الاشتراك في ذلك. ولا نريد أن نقرأ أو نسمع أننا نشارك عالميا بالبطولات الفردية، فهذه موهبة وصقلها يحتاج إلى ميزانية بسيطة، فنحن نتحدث عن الألعاب الجماعية التي أصبح اللاعبون يقولون أعطونا نعطيكم ومعهم الحق.