شهدت العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء الماضي انعقاد لقاء سُني شيعي موسع هو الأول من نوعه جمع العشرات من الشخصيات الدينية والنشطاء والأكاديميين السعوديين من الطرفين. وشارك في اللقاء الذي اتسم بأجواء من الصراحة والشفافية بحسب مشاركين عدد من أبرز رجال الدين الشيعة والسنة. من الجانب السني كان هناك صاحب الدعوة الشيخ عبدالرحمن المحرج والقاضي بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة الشيخ هاني الجبير والشيخ حمد المهيزعي والدكتور محمد الهرفي. فيما كان الشيخ حسن الصفار والشيخ علي المحسن والشيخ يوسف المهدي على رأس المشاركين الشيعة. حضور اللقاء الأوسع وغير المسبوق على مستوى اللقاءات السنية الشيعية في السعودية تنوعوا مناطقيا بين الرياض والقطيف والأحساء والدمام والقصيم ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وافتتح اللقاء الذي انعقد بإحدى استراحات الرياض بتعارف الحضور الذي قدر بأكثر من 60 شخصية من الطرفين ثم كلمتين للشيخ الصفار والشيخ المحرج. وشدد الصفار في كلمته على أهمية تجاوز النزاعات المذهبية، وعدم الانجراف وراء المهاترات العقدية وعقلية تصيّد كل طرف لأخطاء الطرف الآخر. فيما دعا المحرج إلى تعزيز العلاقة بين أطياف الوطن، وإلى تجاوز محاولات قطع الجسور بين السنة والشيعة في السعودية والتي تعمل عليها جهات متطرفة على الجانبين. وكان من أبرز المحاور التي شدد عليها العديد من المشاركين رفض الطائفية وعدم تكفير أتباع المذاهب الأخرى واحترام الرموز الدينية الكبيرة لدى مختلف الأطراف وتجنب الإساءة لها. وكان ضمن المشاركين من الجانب الشيعي الدكتور جمال الزاير، سعيد الحبابي، سعيد العمير، منسي حسون، محمد الشيوخ، صادق الرمضان، فؤاد نصر الله، علي البحراني ومطر النجيدي. يشار إلى أن اللقاء الذي يعد الأحدث ضمن سلسلة اللقاءات السنية الشيعية في السعودية جاء في أعقاب مراسلات ولقاءات جرت أخيرا بين الشيخ الصفار والشيخ المحرج.