أحيانا تفرك عينيك كثيرا لتتأكد أننا ما زلنا نعيش بالقرن الواحد العشرين وليس بسنوات العهود الحجرية عندما كان الإنسان يكتشف تفاصيل محيطه للمرة الأولى.. المشهد: فتاة تتسربل بعباءة تظهر منها عيناها تمشط (ممشى) أحد أحياء الرياض؛ يبدو ذلك المشهد شيئا طبيعيا لا (أكشن) فيه، بعد أن تأخذ لفتها الأولى يبدأ الفيلم الذي ستشاهده لمرات عديدة وبلقطات مختلفة: رتل من الشباب يشكلون موكبا يهرول لاهثا خلف تلك المغلوب على أمرها التي ربما فسر أحد هؤلاء الجائعين نظرتها إليه بأنها إشارة انطلاق نحو (الصيدة) الصيدة هي الاسم الحديث ل(فريسة) حسب مفهوم إنسان الغاب قبل قرون وهم نفسهم أولئك الذين لا يسمحون مطلقا لأحد أن يلتفت إلى أهلهم، بينما يرون كل العباءات الأخرى مشاريع طرائد مؤجلة..! غياب القانون الصارم فيما يخص الاعتداء على خصوصيات أفراده وانتهاك حريتهم ك(الترقيم) مثلا يجعل الأمر فوضويا ودليلا على حاجتنا الملحة لفرض عقوبات مناسبة ترجع للإنسان حقه بممارسة حياته الطبيعية بعيدا عن تلك المظاهر القبيحة التي تحبط من يحلم بمجتمع يسوده الوعي والتمدن.