يبدو أن الشقاء أصبح يطارد جماهير الشمس حتى في أحلامها الجميلة، ليقضي عليها وهي في مهدها، فبعد أن بدأت أحلام هذه الجماهير الصابرة تتبرعم في الأفق البعيد، بعد تسارع نتائج خطة النهوض في الفئات السنية، حيث انضم للمنتخبات السنية هذا الموسم (21) لاعبا، وأحرز فريق درجة الشباب، بطولة كأس الاتحاد، عادت الاجتهادات الفردية غير المحسوبة النتائج، لتعصف بالعمل وتأخذه إلى مسارات تدميرية، لا أحد يعلم مداها، ولكنها بكل تأكيد ستعيد العمل في هذا القطاع المهم إلى سنوات الضياع..!! في نهاية الموسم الماضي 2008، تم استدعاء السيد كيكا مدرب ناشئ نادي النصر لتدريب منتخب الناشئين، خلفا للمدرب السويسري كونز، الذي أمضى في المنتخبات السنية عدة أعوام، كانت نتائجها كوارثية على الكرة السعودية، انتهت بإقالته مع أجهزته الفنية والإدارية، بعد فضيحة هزيمة منتخب الناشئين من منتخب الهند 3 / 0، فغادر كونز لبلاده، وتبعثر أعضاء فرقته من المدربين الوطنيين في مدنهم وقراهم، وبقوا بعيدا عن الحركة الرياضية، لأن الأندية (حتى التي ينتمون لها) لم تكن مستعدة للمغامرة بمقدراتها مع هؤلاء المدربين المتواضعي الإمكانيات.. و لكن يبدو أن هؤلاء المدربين، يستعدون الآن لتنظيف ملابسهم الرياضية، ومراجعة مبادئ علم التدريب البسيطة التي تحويها ملفاتهم الشخصية، استعدادا لمرحلة تدميرية أخرى بقيادة السيد كونز العائد لحي العريجاء، ومن سوء حظ جماهير الشمس أن ناديهم سيكون هو البيئة الحاضنة لهذه الفرقة التدميرية، لأن هناك في نادي النصر، من ترك كل المعطيات والشواهد والتجارب، واندفع بلا حسابات عقلانية خلف قناعاته وعواطفه الشخصية، ليسلم مشروع الفئات السنية الناهض لهذه الفرقة، على الرغم من كل الفشل الذي سجلته في المنتخبات السنية وعلى مدى سنوات، حيث فشلت هذه الفرقة، في التأهل لكأس آسيا للناشئين في سنغافورة عام 2006، ونهائيات كأس العالم عام 2007، ونهائيات كأس آسيا 2008.. القضية ليست قضية فرقة كونز، أو استدعاء بعض أفرادها من المدربين الوطنيين، بل القضية هي تراجع الفكر النصراوي في إعداد الفئات السنية، بعد أن كانت حديث الشارع الرياضي خلال الموسمين الماضيين، إن عودة نغمة المدربين الوطنيين، والتفكير في المدرب الفاشل كونز، تعطي مؤشرات خطيرة، على تراجع مستوى العمل في الفئات السنية بنادي النصر، وعلى أصحاب القرار، أن يستأصلوا هذا الفكر الهادم، قبل أن يهدم كل ما بُني بالمال والفكر والجهد، خلال ثلاثة أعوام كانت مليئة بالتحديات والعقبات.. أيها النصراويون، دعوكم من الشعارات الفارغة، والعواطف والفزعة، والعلاقات الشخصية، التي تتصادم مع العمل الاحترافي، الذي أنتج لكم في فئاتكم السنية أسماء لم تكونوا تحلمون بها، وأعيدوا العمل وفق الخطط السابقة الطموحة. وإلا لن يرحمكم التاريخ، ولن تسامحكم جماهير الشمس.