تلعب الوراثة دورا مهما في بعض الأمراض العقلية مثل الفصام العقلي والاضطرابات الوجدانية الذهانية، وتصل نسبة حدوث هذه الأمراض في أبناء الوالدين الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم إلى ما يقرب من 15 حتى 20 في المئة. وهناك نوع آخر من الوراثة في حالة المرض النفسي، وهو ما يعرف بالوراثة الاجتماعية، حيث يولد الطفل وهو سليم ولا يحمل أي صفات وراثية على الجينات داخل خلايا جسمه، إنما يرث صفات المرض من خلال اكتساب صفات وأعراض من الوالدين بسبب معايشته لهما، والتشبه بهما بالتقليد، خاصة في الأمراض العصبية كالقلق والوساوس القهرية والمخاوف النفسية والهستيريا والاكتئاب البسيط. وفي حالة إصابة أحد الزوجين أو كليهما بالمرض، فإن نسبة حدوث نفس المرض أو غيره في الأبناء ترتفع إلى معدلات كبيرة، ولذلك فإن إخفاء حقيقة المرض عن شريك الحياة لا يجوز أخلاقيا ودينيا وطبيا، لأن فيه الغش والخداع، ويجعل الزواج عرضة لكثير من المشاكل التي قد تصل إلى حد الطلاق، عندما يكتشف أمر المرض عند احد الطرفين بواسطة الطرف الآخر، والصراحة والصدق أمر حتمي حتى يضمن المريض متابعة حالته وعلاجها المستمر، وتجنب إصابة الأبناء عن طريق الوقاية أو علاجهم في مراحل المرض المبكرة.