كشف المؤتمر الطبي الذي عقدته الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية في عامه الأول وبحضور 600 مشارك عن المضاعفات المزمنة لمرضى السكري، حيث ناقش المتحدثون والمشاركون وعلى مدى يوم كامل وعبر تسع محاضرات مضاعفات مرض السكري المزمنة من جميع جوانبه التشخيصية والعلاجية والمعايير الدولية الحديثة في التشخيص ورعاية المريض المصاب بالسكري والجوانب اللازمة في متابعة المريض، وتم التأكيد على أن مرض السكري ليس مجموعة من الأعراض فقط، ولكن الأهم من ذلك هو المضاعفات المزمنة التي تكون سببا في الإعاقة أو الوفاة وهي السبب الأول فيما يسببه مرض السكري من خسائر اقصادية وأعباء مالية على ميزانيات دول العالم، حيث قدر أن يكون سبب في وفاة 3.8 مليون نسمة في عام 2007 ما يشكل 6 في المئة من مجموع الوفيات في العالم وتعادل ما يسببه الأيدز. وناقش المحاضرون الجديد في العقاقير المستخدمة في علاج مرض السكري سواء عن طريق الفم أو الحقن تحت الجلد، حيث أكد المتحدثون أهمية متابعة وضبط مستوى سكر الدم بعد الوجبات، حيث يعتبر ذلك من أهم مؤشرات الإصابة بمضاعفات مرض السكري القلبية، وكذلك إصابات الأوعية الدموية الأخرى. وأشار الدكتور عبدالعزيز الملحم رئيس اللجنة العلمية للجمعية إلى أن مرض السكري بلغ حد الوباء العالمي وبلغ مستوى انتشاره في السعودية حدا ينذر بعواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة، في السياق ذاته أشار الدكتور محمد الحامد مدير إدارة مكافحة السكري في وزارة الصحة في وقت سابق إلى أن التكلفة الاقتصادية المباشرة التي تنفقها الدولة على العلاج والمتابعة والتنويم على مرضى السكري من النوعين تصل إلى ثمانية مليارات ريال سنويا، بينما التكلفة غير المباشرة وهي تشمل مضاعفات المرض وغيرها تصل إلى 47 مليار ريال سنويا، وأن مجمل التكلفة يصل إلى 51 مليار ريال سنويا حسب دراسة قدمت أخيرا. وحسب تقديرات منظمات الصحة العالمية أن مرض السكري سبب في خسارة 250 مليون دولار في الصين و225 مليون الاتحاد الروسي و210 في الهند في 2005، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه المبالغ خلال السنوات العشر المقبلة إلى ستة أو سبعة أضعاف إن لم يتم التصدي لهذه المشكلة فإن ميزانيات الدول ستواجه مشكلة كبيرة نتيجة تكلفة العلاج الباهظ. وأوضح الدكتور جعفر القلاف عضو اللجنة العلمية ومنسق الأنشطة العلمية بالجمعية مدير المؤتمر أنه تم التركيز على إصابات الكلى والجهاز الهضمي والإصابات العضلية وإصابات الجلد والجرثومية وأمراض القلب والقدم السكري والأوعية الدموية وشبكية العين والضعف الجنسي. ولعبت العادات الغذائية دورا حاسما في تفشي مرض السكري في السعودية، مؤكدا أن هناك أقل من 45 في المئة يحرصون على تناول الفواكه من السعوديين وتقل هذه النسبة لتصل 30 في المئة عند سن السبعين. لافتا إلى أن أسباب الإصابة عند السعوديين منها عدم ممارسة النشاط البدني بنسبة 80 في المئة، مشيرا إلى أن ما نسبته 80 في المئة من النساء يعانين من الوزن الزائد، مؤكدا أن من فوائد إنقاص الوزن خفض الوفيات إلى 20 في المئة.