كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن صندوق تنمية الموارد البشرية ودعمه لتوظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص، حيث يتمتع الصندوق برصيد مالي هائل من محصلة رسوم تجديد رخص الإقامة للعمالة الوافدة سنويا، وتأكيدات البعض أنه يمتلك ستة مليارات ريال في خزانته، لكن رغم ذلك لا تزال الجهود التي يبذلها لتوظيف الشباب والفتيات في مراحلها الأولية، وإن كان البعض استفاد من الصندوق، وهي مبادرة تستحق الشكر والثناء للقوة المالية الهائلة التي تجعله يتحرك بشتى الوسائل والطرق دون أن يهتز كيانه المالي، وخطى الصندوق خطوات جيدة في استثمار ما لديه من أموال فائضة في سوق المال، وكان المتفائلون يأملون أن يسهم في شركات كبيرة ذات عوائد مستقرة.. والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا يستثمر أصلا الصندوق أمواله بهذه الطريقة؟ وعلى أي أساس بنى توجيهاته؟ وكذلك لماذا بدأنا نرى الصندوق يفكر بعقلية التقاعد والتأمينات؟ وهل يتوقع منه أن يبدأ في المستقبل بصرف إعانة للعاطلين عن العمل؟ وهل لدى الصندوق رؤية حقيقية عن مستقبل استثماراته؟ وهل يملك الفريق المؤهل لذلك؟ ولماذا لا يفكر الصندوق وبنفس الطريقة التي بدأت بها المؤسسات الأخرى ولديها نشاط استثماري بشركات مستقلة مهمتها رصد الفرص ورصد الاستثمارات؟ لماذا لا يفكر الصندوق بنفس الطريقة ويبدأ من حيث انتهى الآخرون حتى لا يكون دخوله الأسواق فيه أي مجال للخلل يؤثر فيه مستقبلا؟ ومن وجهة نظري أن الفرصة متاحة أمامه اليوم نظرا إلى انخفاض قيمة الأصول، وامتلاكه أموالا تعتبر ضخمة قياسا بأسعار اليوم.