طالبت خبيرة في شؤون الأسرة بأهمية تأسيس مجلس أعلى للأسرة يضم شخصيات بارزة ومفعلة لوضع برامج تعمل على رعاية الأسرة والاهتمام بالمرأة والطفل ووضع استراتيجية وطنية للنهوض بواقع الأسرة السعودية، والعمل على استقرارها وتماسكها في ظل الثوابت الأصيلة المرتكزة على المنهج الإسلامي لاسترداد السكينة بين الزوجين وغرس مفاهيم المودة والرحمة واستلهام الحقوق والواجبات وترتيب الأدوار والعلاقات تحقيقا لمقاصد الأسرة المسلمة. ولفتت فريدة فارسي الخبيرة التربوية والكاتبة المتخصصة في شوؤن الأسرة والطفل إلى أهمية سن القوانين الخاصة بالمرأة التي منحها الإسلام لها، وأن تكون تلك القوانين عادلة وحازمة ومتوافقة مع العصر، وما تم التوقيع عليه بالنسبة لحقوق الطفل، وبيان أنواع العقوبة لكل من يعتدي على هذه الحقوق، وأن تصدر بها لوائح قانونية واضحة مهما كانت القرابة لهذا الطفل، خاصة أولئك الذين يمارسون العنف ضد الأطفال، وشددت على أهمية معالجة مشاكل الأسرة داخل الأسرة، مؤكدة أن ذلك كفيل بالحد من عدد من الظواهر الاجتماعية السلبية. واستعرضت فارسي عددا من المشكلات التي تواجه الأسرة من أبرزها تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج وارتفاع نسبة الطلاق ودخول المرأة مجال العمل وتقليص دور الرجل في المسؤولية المفروضة عليه شرعا تجاه أسرته ما جعل الأسرة مجرد شكل اجتماعي من دون روح؛ حيث غابت الكثير من مفاهيم الرعاية والحماية وغابت مشاعر المودة والرحمة ما انعكس سلبا على الأبناء، وخلفت تلك المشاكل شريحة واسعة من الشباب غير الواعي من لجوء بعضهم إلى التدخين أو تعاطي المخدرات أو فشله في حياته الدراسية. في الوقت نفسه، دعت الخبيرة التربوية إلى إقامة مدن نموذجية خارج المدن الكبيرة والقضاء على العشوائيات التي تنتشر فيها بعض السلبيات الحياتية والمجتمعية، وأن تزود هذه المدن بكافة الإمكانات من مدارس ومراكز ثقافية وحضرية يتوافر فيها المناخ الأمثل لوجود أسر عصرية تتوافق مع متطلبات العصر. وشددت فريدة فارسي أمام 120 شخصية ثقافية واجتماعية أمس الأول في جدة على أن الإسلام اهتم بالبيت المسلم، واعتبر الأسرة حجر الزاوية في بناء المجتمعات القوية والمتقدمة وبالتالي فإن دورها ريادي في عملية النهوض وقيادة المجتمعات، مشيرة إلى أن الأسرة مشروع مجتمعي إنساني متكامل يجب أن يتحقق فيه البعد التربوي الذي يتمحور في التأهيل والبناء والتربية الصحيحة لمواجهة كافة التغييرات والتحديات التي تستهدف تفكيك الأسرة المسلمة. ودعت في نهاية حديثها إلى أهمية التواصل الأسري بين الأبناء والآباء والأقارب لأن غياب التواصل في ظل التطورات الحضارية أفقد الكثير من الأدوار التي كانت تقوم بها الأسرة.