دق متخصصون شاركوا في مؤتمر الشفاء من السرطان 2009م، ناقوس الخطر من عدو بيئي جديد لم يدرج بعد على قائمة المخاطر التي تهدد حياة الإنسان. وأكد المشاركون أن مخلفات الكمبيوتر والتقنية الرقمية عموما، تسهم بشكل كبير في تزايد عدد المصابين بالسرطان في جدة. ورأوا أن مخاطرها آخذة في الازدياد، وتهدد بشكل جدي جميع السكان. خطر محدق فقد حذر الدكتور عبدالرحيم قاري استشاري الباطنية وأمراض الدم والأورام في تصريح ل “شمس” من مخلفات الكمبيوتر، “التي باتت خطرا بيئيا محدقا بسكان جدة، يضاف إلى المخاطر البيئية المتعددة في المدينة”. وأضاف ان “زيادة استخدام تلك الأجهزة وتغير قطعها التي تصنع من مواد تحتوي مكوناتها الداخلية على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبريليوم، تترك أثرا على المدى البعيد في صحة الإنسان والبيئة”. وطالب قاري بتخصيص صناديق خاصة لرمي مخلفات الكمبيوتر “بجوار محال تصليح الأجهزة تشرف عليها شركات خاصة او حكومية، بغية إتلافها او الاستفادة منها وإعادة تصنيعها، وتجنيب البيئة مخاطرها”. وبين ان البيئة “بحاجة لدعم المادي من قبل المجتمع وأصحاب رؤوس الأموال والشركات والبنوك، لإجراء الأبحاث والدراسات والمشاريع العلمية”. وأضاف: “آن الأوان للكشف عن مسببات التلوث وأخطارها وطرق حلها، بشكل علمي بدل التنبؤ والتحذيرات”. مسببات التلوث وأرجع قاري مسببات التلوث إلى قسمين: الأول يمكن السيطرة عليه كالتدخين والعادات السيئة في الأكل كالوجبات السريعة وإهمال القيمة الغذائية في الخضراوات وغيرها، وهي التي يمكن الكشف عن مدى تأثيرها في نسبة الإصابة بالسرطان. واضاف ان القسم الثاني هو التلوث البيئي العائد إلى ارتفاع منسوب المياه واختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية والتلوث الصناعي الذي لا يمكن السيطرة عليها. واشار الى ان هذا هو اللغز الغامض في حجم التأثير، برغم ان المؤشرات والإحصائيات تدل على ان جدة أكثر المدن إصابة بالسرطان بواقع 2,7 مصاب يوميا، فيما 21,9 شخص يصابون يوميا في مختلف أنحاء مناطق السعودية. رمي المخلفات وقد كشفت جولة ل “شمس” بشارع خالد بن الوليد حيث السوق الكبرى لبيع الحاسبات وصيانتها، أن عديدا من محال بيع وإصلاح الحاسبات، تحتفظ بأجهزة حاسبات أو قطع منها خاصة المستعمل منها لمدد طويلة بغية الاستفادة منها في إصلاح أخرى أو بيعها. كما ان محال الصيانة تتخلص من كميات كبيرة من قطع غيار الأجهزة، بشكل يومي برميها في حاويات البلدية. وقال وليد باجابر صاحب محل لتصليح الأجهزة: “نرمي مخلفات الكمبيوتر في حاويات البلدية”. واضاف: “لا توجد تنظيمات او مواقع مخصصة لرمي النفايات”. واشار الى أن “حجم التخلص من مخلفات الكمبيوتر تزايد في السنوات الأخيرة بسبب ازدهار أسواق الحاسبات، وإقبال كثيرين على الشراء والاستبدال والاستغناء عن القديم اضافة الى أعمال الصيانة والإصلاح”.