28 فردا من أسرة واحدة يقضون أيامهم ولياليهم في منزل بلا سقف في قلب الرياض الراقي، كما توصف الأحياء الشمالية. في الخربة الواقعة جنوب شرقي حي المرسلات، ثمة مساحة من الأرض استهلكت بالكامل في بناء منازل عشوائية يسكنها فقراء ومعوزون لا يملكون قيمة الأرض فضلا عن المنزل. تبدأ قصة هذه الأسرة من رجل تزوج بثلاث نساء عندما كان في صحة جيدة وعمل جيد. لكن الأمور لم تسر على ما يرام، فقد أصيب بمرض في عموده الفقري أحاله إلى عاجز عن العمل، فاضطرت جهة عمله (قطاع عسكري) إلى إنهاء عمله، وأصيب ثانية بالربو المزمن فأصبح عاجزا حتى عن الخروج من المنزل. وتزايد أفراد العائلة بزواج اثنتين من بناته، طلقتا من زوجيهما وعادتا مع أبنائهما إلى منزل أبيهما الذي لا يحمل من صفات المنزل سوى الاسم. وتقول أم مشاري وهي إحدى الزوجات وقد التقيناها في البدء قرب أحد المراكز التجارية، إن أسرتهم تفتقد كافة الضروريات من غذاء وكساء، وقالت إن المشكلة العظمى التي تواجهها الأسرة حاليا هي عدم القدرة على شراء (حليب الأطفال) مع وجود 13 رضيعا في الأسرة من الأبناء والأحفاد. وأخذتنا أم مشاري في اليوم التالي نحو المنزل، حيث استعرضت المأساة التي يعيشونها هناك وقالت إنه لم يعد لديهم من يلجؤون إليه؛ فالضمان الاجتماعي يحدد الإعانة للأسرة الواحدة بسبعة أشخاص لا أكثر؛ ما يعني أن 21 فردا من الأسرة لا حصة لهم من إعانات الضمان الضعيفة في الأصل. وقالت إن محاولاتهم مع الضمان لشرح وضع الأسرة وتوضيح عددها لم يسفر عن نتيجة. وأشارت أم مشاري إلى أن جزءا من معاناتهم يكمن في أن الزوجات لا يحملن الجنسية، وهذا، بحسب قولها؛ ما جعل الجمعيات الخيرية تضعهم في أسفل قوائم المساعدات؛ لأنهم يقدمون المواطنين على المقيمين، ولكن أبناء أم مشاري وبقية أبناء زوجها من الزوجتين الأخريين جميعهم حاصلون على الجنسية لأن والدهم كذلك. وفي زيارة “شمس” إلى المنزل اتضح مدى سوء الحالة التي تعيشها الأسرة؛ إذ يتكون البيت من ثلاث غرف مساحة كل منها أقل من خمسة أمتار مربعة، تتقاسمها الزوجات وينام فيها الأطفال بتكدس، فيما لا توجد سوى دورة مياه واحدة، مبنية من الخشب خارج المنزل ويشترك فيها ال 28 جميعهم. وتحاول العائلة الآن الحصول على مساعدة لضم بقية أفرادها ضمن إعانات الضمان لحين تحسن حالتهم، فيما يرجون من فاعلي الخير مساعدتهم ومساندتهم في محنتهم التي يعيشونها بتوفير منزل يقيهم على الأقل حر الصيف وبرد الشتاء، ولدى “شمس” كافة المعلومات والوثائق عن الحالة.