الشهر الذي يدعى عسل: يخرج صالح مع زوجته لأحد المتنزهات القريبة والتي حرم منها كثيرا أيام العزوبية، مرتديا شماغه المرتب ونظارته التي تحتل نصف وجهه العلوي مبتسما رغم حر الرياض البشع، يجلس ولا تزال ابتسامته مغروسة بمحياه رغم محاولات نسمات الهواء المليئة بالعج نزعها ولسان حاله يقول: صامدون صامدون رغم الطقس الجميل سنكون.. يفرش بساطه لزوجته مبينا قمة (الجنتلة)، يلمحها بنظرة سينمائية متنهدا: تفضلي حبيبتي.. يجلس بجانبها ليثرثر لها عن بطولاته وأخلاق الفرسان التي تنضح منه وعن فلسفته تجاه الأنثى وإيمانه العميق بدورها وتقديسه للحياة الزوجية.. إلخ بعد عدة أشهر يبدو الأمر مختلفا قليلا: يخرج صديقنا صالح مرتديا ثوب نومه المخطط، وشماغه المتكومة كيفما اتفق فوق رأسه، وبوجهٍ نصفه تكشيره يصرخ: اخلصي يامره.. يذهب لحديقة الحي القريبة الموحشة، يقذف ببساطه عند أقرب مكان مخاطبا إياها: افرشيه، بروح أجيب لي شيء أبلعه.. يتربع أمامها وهو يمضغ بسكويت أبونص الذي للتو اشتراه قائلا: ممكن أعرف ليه ماجبتي (المتكى) معك؟ يلتفت يمينا قبل أن يتأفف: وش هالجو اللي يشبه عيشتنا..!