العمل الحكومي شيء ممتع وجميل، وتكمن أهميته وجماله في إحساس الموظف (وبالذات المخلص) بأنه يقدم خدمة وعطاء لوطنه الغالي في أي مجال كان، فهذا الوطن العزيز له جميل وأيضا له دَيْن علينا، ويجب أن نفي به ونسدده وفق أروع الصور. وما أنا بصدد الحديث عنه هنا هو الدوام الوظيفي، فقد لاحظت من خلال جلساتي مع العشرات من الموظفين أنهم يرغبون في تقديم موعد بدء الدوام اليومي صباحا ساعة كاملة وبالتالي تقديم موعد الانصراف ظهرا ساعة أيضا، خاصة خلال أشهر الصيف؛ وذلك لأن هناك فترة طويلة بين إيصالهم الأبناء والبنات للمدارس وبداية الدوام، وكذلك لأن معظمهم يضطر إلى إيصالهم أيضا في فترة الظهر إلى المنازل، ثم العودة إلى العمل. وهذا بلا شك مكلف؛ ما جعل بعضهم يضطر في الغالب إلى الاستئذان وعدم إكمال فترة الظهر بالعمل. وأكد هؤلاء أن فترة بعد صلاة الظهر شبه ميتة من حيث العمل والمراجعين؛ حيث تكون أغلب المعاملات وحركة العمل خلال الفترة من التاسعة صباحا حتى ال12 ظهرا. ومن هنا نضع هذا الأمر أمام المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية لدراسته من جميع جوانبه والوصول إلى الرأي السديد الذي يخدم الوطن والمواطن.