رغم هذا المشروع لا تزال البائعات المواطنات في شك وريبة من التنظيم الرسمي لبسطاتهن، وكن من قبل يعشن في حرية من ناحية مواعيد العمل ونوع البضائع واختيار مواقع البسطات، وهذه النقطة الأخيرة هي الأهم بالنسبة إليهن، وقد قالت أكثر من سيدة ممن حصلن على البسطات إنهن لا يعلمن كيف ستتأثر مداخيل بسطاتهن بعد تنظيم الموقع، وأشرن إلى أن وجود البسطات خلف موقع السوق القائم يثير القلق لديهن من انخفاض مداخيلهن، لكنهن على أي حال يرغبن في خوض التجربة أولا ومن ثم تقييمها. وقالت أم سعود، وهي تعمل في بسطة منذ تسع سنوات وتعول ثماني بنات وزوجا مريضا، إنها كانت ستستمر في البيع ببسطتها الخاصة؛ كونها الدخل الوحيد للعائلة، مشيرة إلى أن مداهمات البلدية في الماضي لم تكن لتمنعها من العودة إلى البسطة في اليوم التالي؛ فكل ما كانت تفعله البلديات بحسبها هو مصادرة بضائعهن، ومن ثم الإضرار بهن ماليا. ولم تبحث البلديات والأمانات عن السبب الحقيقي خلف لجوئهن إلى البيع في البسطات. وأشارت إلى أنها تبيع في بسطتها أغراضا بسيطة كشراشف الصلاة والسجاجيد وبعض أنواع البخور والطيب، وربما في بعض الأحيان مستلزمات زينة نسائية متفرقة. وقالت سيدة أخرى تدعى أم عمار، إنها تعمل في البسطات منذ ثلاث سنوات، وإنها تعول أسرة مكونة من عشرة أطفال، وقالت إنها أخذت قرضا من (باب رزق جميل) لبسطتها قبل نحو سنتين، لكن مداهمة للبلدية صادرت بسطتها وكل بضاعتها فاضطرت إلى الالتزام بسداد دينها ل(باب جميل)، رغم أنها بلا بسطة، وقد حصلت في التوزيع الأخير على بسطة جيدة قالت إنها ستستأنف من خلالها أعمالها، ولكن دون خوف من مداهمات البلدية هذه المرة.