لم تعد مشاهدة السيارات المتواجدة في التشليح أو الشوارع العامة حكرا على القديم منها، بل دخلت السيارات حديثة الصنع على الخط لتحتل هي الأخرى مواقع في الأحياء والحواري، إذ أصبح لافتا للنظر مشاهدة هذه السيارات وهي تغط في نوم عميق منذ فترة ليست بالقصيرة؛ ما جعل من هذا الموضوع مصدر شك لدى بعض الناس. ويتحدث حسن الشهري عن هذا الأمر موضحا ما فيه من طرافة: "الشيء المضحك أن تلك السيارات أصبحت كالدليل، فعند وصف البعض عناوين منازلهم يجعلون من هذه السيارات علامات للاستدلال"، مضيفا أنه "من الغريب ملاحظة تواجد تلك السيارات في الأراضي الخالية الموجودة في الحواري أو على جنبات الطريق مع أن موديلاتها لا تقل عن 2000 وما فوق! كنت أتوقع في بداية الأمر أن أصحاب تلك السيارات في إجازة، ولكن بعضها تجاوز مدة وقوفها أكثر من ستة أشهر؛ ما جعل الشك يتسلل إلى أنفسنا عن سبب توقفها كل هذه المدة". ويذهب تاج شمس الدين (عامل هندي) إلى أبعد من ذلك: "ألاحظ استغلال تلك السيارات ذات الشكل الجيد التي لا يوجد على ملامحها ما يثبت أنها مهجورة من الشباب المراهقين في ممارسة الأعمال السيئة؛ فقد علمت من أحد الزملاء الذي يعمل في أحد محال بيع المواد الغذائية المجاورة والتي تسمح ببيع الدخان، أن ولي أمر أحد الشباب المراهقين قدم إلى السوبر ماركت الذي يعمل به ووبّخه؛ لأنه اكتشف أن ابنه يشتري الدخان من هذا العامل ويضع علبة السجائر في الصندوق الخاص بتلك السيارة الحديثة حتى لا يتم اكتشاف أمره، ناهيك عن الهروب الدائم من أداء الصلوات الخمس مع الجماعة من قبل بعض الشباب المراهق، وذلك من خلال الجلوس خلف تلك السيارات حتى الانتهاء من أداء الصلاة". المواطن سعد الروقي شبّه تلك السيارات بالضيف الثقيل على النفس، مبديا استغرابه من ازديادها في الآونة الأخيرة بشكل ملاحظ: "أصحاب السطحات الخاصة بنقل تلك السيارات كأنهم على علم تام بأماكن تلك السيارات؛ إذ لاحظت قيام إحدى تلك السطحات بسحب سيارة تقف بالقرب من منزلي؛ ما أثلج صدري، ولكني بعد يومين فقط فوجئت بصاحب سطحة أخرى يضع سيارة أخرى وفي نفس الموقع، وجميعها من موديلات 99 فما فوق، وكل ما يعيبها القليل من الصدمات؛ ما يبعث التساؤل الدائم عن أسباب رمي هذه السيارات بهذه الطريقة".